أفق نيوز
الخبر بلا حدود

فضيحة العمالة الكبرى.. الصهاينة يتجولون في الجنوب برعاية أدوات العدوان

66

أفق نيوز|

تقرير|

لم يعد الوجود الصهيوني في المحافظات اليمنية المحتلة مجرد تكهنات أو أحاديث خلف الكواليس، بل صار واقعًا مفضوحًا، تؤكده الصور والتقارير واللقاءات العلنية.

ففي الوقت الذي يقدم فيه الشعب اليمني دماءه نصرةً لفلسطين، يفتح الخونة والعملاء في عدن والضالع وأبين وشبوة الأبواب مشرعة أمام وفود العدو الصهيوني، ويعرضون خدماتهم بلا خجل، في مشهد يفضح حقيقة العدوان منذ أول يوم: حرب أمريكية–صهيونية بأدوات محلية مأجورة.

لقاءات ميدانية علنية

تقارير إعلامية كشفت عن لقاءات مباشرة بين قادة عسكريين من مرتزقة ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، وضباط وخبراء صهاينة.

ففي أحد جبال الضالع، ظهر قائد عسكري مرتزق وهو يستقبل ضيفه الصهيوني على الأرض، لا عبر وسيط ولا منصة افتراضية، في رسالة واضحة بأن العلاقة تجاوزت السرية إلى العلن.

وخلال اللقاء، عبّر المرتزق بوقاحة عن عقيدته: “نحن والأمريكيون في قارب واحد لكسر عدونا المشترك”.. ولم يقف الأمر عند الشعارات، بل قدّم قائمة مفصلة بالأسلحة والمعدات المطلوبة من الصهاينة، تشمل دفاعات جوية وطائرات مسيرة وأجهزة رؤية ليلية، بهدف شن عمليات ميدانية ضد قوات صنعاء، بما يكمل ويثمن الضربات الصهيونية في اليمن.

أبعاد استخبارية عميقة

زيارة الفريق الإعلامي-الاستخباري الذي قاده الضابط الصهيوني “جوناثان سباير”، لم تكن جولة صحفية عابرة.. فالرجل الذي سبق أن تنقّل في جبهات سوريا والعراق ولبنان، معروف بقربه من الموساد، وزيارته إلى عدن وأبين وشبوة والضالع وباب المندب، تحت حماية الانتقالي، تكشف بجلاء أن العدو الصهيوني يسعى لترسيخ وجود استخباري وعسكري في المناطق الحيوية من اليمن، خصوصًا الممرات المائية الاستراتيجية.

اللقاءات التي عقدها “سباير” مع قادة الانتقالي، وعلى رأسهم اللواء المرتزق صالح سلام، قائد ما يسمى بـ”القوات المشتركة للمجلس الانتقالي الجنوبي”، عكست استعدادًا كاملاً من أدوات العدوان لفتح المجال أمام تدخل صهيوني مباشر، حتى أن بعضهم تحدث عن الاستعداد لتشكيل قوات برية مدعومة أمريكيًا وصهيونيًا، للهجوم على الحديدة وساحل البحر الأحمر.

التطبيع الإعلامي والفضيحة المدوية

لم يقتصر التواطؤ على الجانب العسكري، بل شمل الجانب الإعلامي أيضًا.. إذ حلّ الوفد الصهيوني ضيفًا على ما يسمى “الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبية” في عدن المحتلة، التي لم تجد حرجًا في التباهي بالاستقبال ونشر الخبر.

بل إن الصحفي الصهيوني نفسه ظهر لاحقًا عبر قنوات الانتقالي بجنسيات مختلفة، في عملية خداع مكشوفة هدفها التغطية على الاختراق.. هذه الوقائع تفضح حجم الانبطاح، وتجعل من الجنوب ساحة مفتوحة للتطبيع الميداني المباشر مع العدو الصهيوني.

مشروع صهيوني أمريكي للبحر الأحمر

المراقبون يرون أن ما جرى ليس إلا حلقة في مشروع أكبر يستهدف البحر الأحمر وباب المندب، حيث يسعى تحالف العدوان لتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على خطوط التجارة والملاحة الدولية، خدمةً للأجندة الأمريكية والبريطانية.

ما حدث يبرهن أن العدوان على اليمن لم يكن قطّ شأنًا خليجيًا بحتًا، بل حربًا استعمارية بأدوات عربية رخيصة، غايتها السيطرة على الموقع الجيوسياسي لليمن وضرب محور المقاومة.

الجنوب ليس للبيع

إن ما كشفته هذه الزيارة يمثل ناقوس خطر لكل الأحرار في المحافظات الجنوبية والشرقية.. التطبيع الميداني مع العدو جريمة لا تغتفر وخيانة لدماء الشهداء ومعاناة الشعب اليمني.

الجنوب لم ولن يكون بوابة للكيان الصهيوني، ومهما حاول العملاء تقديم الأرض والعرض قربانًا لسادتهم، فإن الشعب اليمني بكل قواه الحرة سيقف سدًا منيعًا في وجه هذه المشاريع.

جسر عبور لكيان العدو

اليوم، لم يعد هناك مجال للشك.. أدوات العدوان في الجنوب تحولت إلى جسر عبور للكيان الصهيوني، في الوقت الذي يواجه فيه شعبنا العدوان بصمود أسطوري، ويناصر فلسطين عمليًا بالدم والسلاح.

إنها معركة واحدة، والعدو واحد، وخيارنا هو التحرر الكامل من الهيمنة والاحتلال، وتطهير كل شبر من الأرض اليمنية من دنس الصهاينة وعملائهم.