21 سبتمبر.. الثورة التي كسرت هيبة الأساطيل الأمريكية والبريطانية
أفق نيوز|
تقرير خاص|
لم تكن الانتصارات البحرية اليمنية حدثًا عابرًا في خضم المعركة مع قوى الاستكبار، بل جاءت كثمرة مباشرة لثورة 21 سبتمبر التي أعادت لليمن قراره الوطني، ومنحت شعبه القدرة على صناعة تاريخه بيده، بعيدًا عن هيمنة الوصاية الأمريكية والسعودية.
منذ فجر الثورة، كان واضحًا أن مشروعها لا يقتصر على إسقاط منظومة الفساد والعمالة في الداخل، بل يتجاوز ذلك إلى مواجهة قوى العدوان في البحر والجو والبر.
واليوم، وبعد أحد عشر عامًا من انطلاقها، يكتب اليمن واحدة من أعظم صفحات التاريخ الحديث، وهو يتصدر المشهد كأول بلد عربي وإسلامي يواجه الأساطيل الأمريكية والبريطانية في مياه البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحرين العربي ، ويُرغمها على التراجع والانكسار.
البحر.. ساحة نزال تتكسر فيها الغطرسة
كان البحر الأحمر لعقود طويلة بحيرة أمريكية بريطانية مغلقة، تتحكم بها القواعد العسكرية من جيبوتي إلى البحرين، وتحرسها حاملات الطائرات والغواصات النووية، ولم يكن أحد يتخيل أن بلدًا محاصرًا، يرزح تحت عدوان همجي منذ أكثر من عشر سنوات، سيقلب المعادلة رأسًا على عقب، ويحوّل البحر إلى ساحة نزال تتكسر فيها الغطرسة الأمريكية والبريطانية.
لقد بدأت العمليات البحرية اليمنية باستهداف السفن الصهيونية ، ثم تطورت بسرعة مذهلة لتشمل استهداف المدمرات والفرقاطات وحاملات الطائرات، ومع كل عملية نوعية، كانت هيبة أمريكا وبريطانيا تتآكل، حتى باتت حاملات الطائرات التي طالما أرعبت العالم تبحث عن مهرب آمن من مياه البحر الأحمر.
إنجازات غير مسبوقة في تاريخ الصراع البحري
ـ اليمن أول دولة منذ الحرب العالمية الثانية تُلحق هزيمة مباشرة بالبحرية الأمريكية، عبر استهداف حاملات الطائرات والمدمرات.
ـ إسقاط طائرات استطلاع أمريكية متطورة من طراز MQ9 فوق المياه الإقليمية، لتثبت الثورة أن سماء البحر أيضًا ليست آمنة للمحتلين.
ـ فرض معادلة ردع بحرية جديدة جعلت الملاحة الدولية خاضعة لشروط اليمن ومواقفه السياسية، وفي مقدمتها نصرة الشعب الفلسطيني.
ـ انسحاب القوات الأمريكية والبريطانية من عدة نقاط استراتيجية تحت ضغط الضربات اليمنية، وهو ما يعكس تحوّل اليمن من دولة محاصرة إلى دولة مهابة تُحسب لها ألف حساب.
ثمار الثورة.. من الوصاية إلى الريادة
إن ما تحقق في البحر لم يكن ممكنًا لولا ثورة 21 سبتمبر التي وضعت حدًا لعقود من الارتهان والهيمنة، فقد كان السفير الأمريكي حتى ما قبل الثورة هو الحاكم الفعلي في صنعاء، وكانت القوات الأجنبية تتحكم في البر والبحر والجو.. أما اليوم، فاليمن يقود معركة التحرر، ويجعل من موقعه الجغرافي الاستراتيجي مصدر قوة للأمة كلها، لا أداة ابتزاز بيد المستعمر.
لقد أعادت الثورة صياغة معادلات البحر، ورسّخت معادلة “يد تحمي ويد تبني” لتصبح حقيقة ماثلة: يدٌ تحمي اليمن من غزو البحر والجو، ويدٌ تبني قدراته الصاروخية والبحرية والطائرات المسيّرة لتكتب فصلًا جديدًا من فصول الردع والانتصار.
اليمن.. الرقم الأصعب في معادلات البحر الأحمر
لم يعد البحر الأحمر كما كان قبل 21 سبتمبر، ولم تعد أمريكا وبريطانيا قادرتين على فرض وصايتهما على مياهه وممراته.
اليوم، اليمن هو الرقم الأصعب، يقرر متى تعبر السفن ومتى تتوقف، ومتى تُفتح الممرات ومتى تُغلق، والأهم أن هذا القرار ينبع من موقف ديني وإنساني وأخلاقي، يضع فلسطين في قلب المعركة، ويجعل اليمن يقاتل في البحر وهو يحمل قضية الأمة كلها.
ثورة مستمرة تصنع فجر الأمة
إن ثورة 21 سبتمبر ليست مجرد ذكرى، بل مشروع تحرري حيّ تتجسد نتائجه يومًا بعد يوم، وما الانتصارات البحرية التاريخية التي أذلت دول الاستكبار والعدو الصهيوني إلا ثمرة يانعة من ثمارها.
وفي قادم الأيام، سيكتب اليمن بمداد الصواريخ والمسيّرات فصلًا جديدًا يثبت فيه أنه لم يعد تابعًا ولا خاضعًا، بل قائدًا في زمن الانكسار العربي.