أفق نيوز
الخبر بلا حدود

طوفان الأقصى.. خُطوة أولى لعودة الأُمَّــة

84

أفق نيوز|

محمد الضوراني

في السابع من أُكتوبر المجيد، انطلق “طوفان الأقصى” كعملية نوعية وزلزال تاريخي مدوٍّ لم يكن ليولد إلا في رحم مرحلة هي الأشد قتامة على الأُمَّــة الإسلامية.

ففي زمن سادت فيه ثقافة التطبيع والخيانة والعمالة، ونتيجة لحكام فقدوا كُـلّ المبادئ والقيم الإيمانية والأخلاقية، وتنازلوا عن دينهم وعروبتهم، وهرولوا نحو الارتماء في أحضان الكيان المحتلّ وأمريكا، جاء هذا الطوفان ليعلن نهاية حقبة وبداية أُخرى.

لقد كانت بُوصلة الأُمَّــة قد ضاعت، وباتت القوى الموالية للعدو تعمل جاهدة على تصفية قضية فلسطين، عبر توسيع ثقافة التكفير والتخوين لكل صوت صادق من حركات المقاومة والأحزاب الحرة والأنظمة المتمسكة بالحق، في محاولة لتجريم الحق وإيجاد المبرّرات للموقف الباطل.

كان الهدف الأسمى هو تجريد قضية فلسطين والمسجد الأقصى من أي وجود أَو معنى، وتحويل المحتلّ المجرم والمغتصب للأراضي الإسلامية، في فلسطين ولبنان وغيرهما، إلى صاحب حق له كامل الأحقية في حماية مشروعه الشيطاني، برعاية أمريكية-غربية وتقبل ومساندة عربية، وصمت مطبق من الشعوب التي كبَّلتها أنظمة الخنوع.

إنّ “طوفان الحق” الذي فجرته المقاومة في السابع من أُكتوبر هو نقطة تحول كبرى، لم تقتصر على الميدان فحسب، بل كانت كاشفًا ومُعرِّيًا على مستوى الأُمَّــة والعالم.

لقد جرف هذا الطوفان الباطل بكل ألوانه وأشكاله وعناوينه، ليس في يوم وليلة، بل باستمرار وتضحيات أظهرت حقيقة النفوس: فتعرّى المنافقون من أبناء الأُمَّــة الذين فضّلوا العمالة والخيانة، وظهر الصادقون والمخلصون من شعوب ودول وكيانات وأحزاب وأشخاص ثبتوا على مبادئهم وقدموا الغالي والنفيس.

كانت هذه الملحمة البطولية امتحانًا إلهيًّا فضح أَيْـضًا مدّعي حقوق الإنسان والمؤسّسات الدولية أمام حجم الإجرام الذي تحَرّك به الكيان المحتلّ في مشروعه الإجرامي، وكشف زيف معاييرهم المزدوجة.

وفي المقابل، أظهر الطوفان ضعف هذا الكيان وهشاشته أمام إرادَة المقاومة، ليؤكّـد أن قوة الأُمَّــة تكمن في تمسكها بقيمها ومبادئها وحقها في الدفاع عن مقدساتها وأرضها.

لقد ضحى في سبيل الله خيرة أبناء هذه الأُمَّــة، الذين تحَرّكوا بنية صادقة لنصرة الإسلام والمسلمين، وقدموا دماءهم الزكية لتكون وقودًا لإحياء قضية الحق، ومقدمة لمرحلة تاريخية جديدة تعيد للأُمَّـة كرامتها وتوجّـهها، وتثبت أن التمسك بالمبادئ هو الطريق الوحيد لإسقاط الباطل وتحقيق التحرير.