اليمن تودع فارس الفتح الموعود وجندي الجهاد المقدس
أفق نيوز| تقرير|
في مشهد تاريخي شهدته العاصمة صنعاء في وداع القادة الكبار من رموز الجهاد والمقاومة، شيّع اليمنيين القائد الجهادي الكبير محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة، الذي ارتقى شهيدًا في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
كان التشييع مهيبًا، عظيمًا، يليق برجل صنع النصر، وقاد الرجال في ميادين المواجهة، وارتقى كما عاش، مقاتلًا في سبيل الله، ثابتًا في خط الولاية، صادقًا في وعده، مخلصًا في جهاده.
مدرسة في القيادة والجهاد
الشهيد القائد الغماري لم يكن مجرد قائد عسكري، بل رجل عقيدة وإيمان، ومجاهد رباني عاش حياته في خنادق المواجهة، وساحات البناء، وحلقات التوجيه، يؤمن أن المعركة مع العدو الصهيوأمريكي هي معركة مصير، معركة أمة، لا تقبل الحياد ولا المساومة.
ارتقى الغماري شهيدًا في معركة الفتح الموعود، والتي تمثل بأنها من أشرس المعارك التي خاضها المجاهدون اليمنيون في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة.
الجموع المهيبة تصنع ملحمة الوفاء في وداع القائد
منذ الصباح الباكر، توافدت الجماهير إلى ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء، حاملين صور الشهيد ورايات الجهاد، مرددين هتافات الصمود والولاء، في مشهد يُجسد التحام القائد بالشعب، والتحام المشروع القرآني بجماهير الأمة، نم قرير العين أيها القائد، فالشعب من خلفك ماضٍ على دربك، جميعهم جاءوا ليقولوا، لا إله إلا الله ، الشهيد حبيب الله، هذا النهج نهجنا جميعاً ، ولن نُخدع بعد اليوم بسلام الكاذبين ولا بمساومة الأمريكان والصهاينة.
دلالات سياسية واستراتيجية لتشييع الشهيد الغماري
وجهت الجماهير المشيعة للشهيد محمد عبدالكريم الغماري رسالة نارية للعدو، أنكم لم تكسروا الإرادة، ومهما ظننتم أن الشعب اليمني سينكسر باستشهاد قائد عظيم من قياداته المؤمنة، فأنتم واهمون ، لأننا كلنا محمد عبدالكريم الغماري، في رد عملي على الإرهاب الأمريكي الإسرائيلي.
كما رسخ التشييع مشاعر الافتخار والاعتزاز بالشهادة التي هي الحياة الحقيقية، وأن القادة في اليمن لا يموتون في مكاتبهم بل يرتقون شهداء في الخطوط الأمامية، وهو ما يضعف من تأثير الحرب النفسية التي يشنها العدو.
تحول الغماري إلى رمز وطني وإيماني، يجسّد في شخصه معاني الرجولة، والإخلاص، والولاء لخط المسيرة القرآنية. وتحول التشييع إلى عرسٍ جماهيري يثبت أن دماء الشهداء هي وقود التحرير والانتصار.
سيرة عطرة وتاريخ من النصر والتخطيط العسكري
عرف الشهيد القائد محمد عبدالكريم الغماري بحنكته العسكرية الفريدة، وتخطيطه الذكي، وإدارته الدقيقة لجبهات القتال، وكان من أبرز العقول التي ساهمت في بناء القدرات الدفاعية والهجومية للجيش اليمني، وتحقيق معادلات الردع التي جعلت من اليمن رقماً صعباً في المنطقة.
خاض عشرات المعارك، وشارك في صناعة انتصارات استراتيجية في مختلف الجبهات، وترك بصماته في تطوير الأداء الميداني العسكري، ليُصبح اسمه مقروناً بعبارة: رجل المعركة وسيد الجبهة.
وعرف الشهيد الغماري بثباته على الموقف القرآني، ورفضه التنازل أو التفريط، وكان يؤكد دائمًا أن النصر وعد الله، وهو لا يأتي إلا بثبات الرجال وصدق المجاهدين.
استشهاد الغماري خسارة كبيرة في ميزان القيادة، لكنه لن يكون نهاية المسير، بل بداية لمرحلة جديدة من التصعيد والثبات والانتصار، لقد ترك القائد الغماري خلفه رجالًا يحملون فكره، وجنودًا يسيرون على خطاه، وشعبًا بات أوعى من أن تنطلي عليه حيل التطبيع، أو تُرهبه غارات العدو.
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يقلد الشهيد وسام الشجاعة
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، أن الشهيد الغماري، كان من أصدق القادة، وأشجع الرجال، وأوفى المجاهدين، واستشهاده تاج عز، ووسام فخر لنا جميعًا،
أخيراً
لا ينتهي الحديث عند ارتقاء القائد الغماري شهيداً، بل يبدأ من هناك، فالقائد الذي أفنى عمره في الجبهات، ووقف سدًا منيعًا أمام العدوان، وارتقى في معركة الفتح الموعود، لا يُودَّع بالبكاء، بل يُستقبل بإعلان الوفاء، سنواصل دربك، وسننتصر بإذن الله.
في زمن تتساقط فيه الأقنعة، وتتهاوى فيه الشعارات الزائفة، ينهض من بين الركام قائد شهيد، ليصرخ في وجوهنا، هذا طريق النصر، فهل أنتم سائرون؟
نقلا عن موقع يمانيون