بعد الهُدنة الهشّة بين حركات المقاومة الفلسطينية وكَيان العدوّ الصهيوني، يقفُ اليمن على قاعدةٍ ثابتةٍ وراسخة، بما تمتلكه قواته المسلحة من قدرات نوعية واستراتيجية تتعزّز يومًا بعد يوم، واليد على الزناد.

في حين تتوجّـه أنظمةُ العمالة والخيانة نحو توقيعِ اتّفاقيات الخيانة والتطبيع العلني مع الكيان الطارئ، الذي ما يزال يخرق الهدنة ويُصعّد حالةَ التأهُّب في منظومات الدفاع الجوي خشيةً من إطلاق الصواريخ والمسيرات من اليمن، الذي ما يزال يراقب التزام العدوّ بتنفيذ الهدنة عن كثب.

وفي حال استمر العدوّ في مراوغاته وخروقاته، وعاد إلى ارتكاب الجرائم في غزة، فإن عمليات اليمن ستعود -بإذن الله القوي العظيم- بقوةٍ أشدّ.

فقد قال قائد الثورة، عصر اليوم 21 أُكتوبر، في خطاب بمناسبة استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري:

“سنبقى في حالة جهوزية تامة للعودة إلى العمليات وإلى مستويات التصعيد العليا، إذَا عاد العدوّ الإسرائيلي إلى عدوانه المتمثّل في الإبادة الجماعية والحصار والتجويع ضد الشعب الفلسطيني”.

وعن اليمن، قال سيد القول والفعل:

“في كُـلّ المراحل الماضية، سواء في العشر سنوات من المواجهة وما قبلها أَو في هذه الجولة، كان المسار تصاعديًّا في الارتقاء بالأداء الجهادي، وبناء القدرات، وتراكم الخبرة، والاستفادة من التجارب”.

أما عن القدرات العسكرية لليمن، فقال قائد الثورة:

“بفضل الله، اليمن هو البلد الأول بين الدول العربية في الإنتاج الحربي والصناعة العسكرية”.

وَأَضَـافَ قائلًا:

“بلدنا في الصناعة الحربية ينتج من المسدس إلى الكلاشينكوف، وسلاح المدفعية والقناصات، وُصُـولًا إلى الطائرات المسيرة والصواريخ بأنواعها”.

وفي الوقت الذي أعادت فيه السعوديّة تحريك ملف الاتّفاق الدفاعي مع أمريكا، وسط مخاوف من عودة المواجهات في اليمن، فإن هذا يُعدّ مؤشرًا واضحًا على عدم رغبتها في العودة إلى التفاهمات السابقة بين الرياض وصنعاء.

ومن الجدير بالذكر أن استدارة الرياض نحو واشنطن لن تغيّر من قواعد الاشتباك، مهما حاولت استثمار الوقت لترتيب أوضاعها.

وبالتالي، فإن استمرارها في المراوغة لا يعفيها من مسؤوليتها عن استمرار الحرب والحصار على اليمن.

ولتعلم الرياض أن مطالبنا المشروعة تُعدّ استحقاقا إنسانيًّا لتخفيف معاناة الشعب اليمني، الذي يعيش للعام العاشر على التوالي أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

واليوم، لم يعد أمام الرياض وتحالف العدوان من خيار سوى تنفيذ ما ورد في خارطة الطريق لعام 2023، التي تتضمّن عدة بنود، منها:

وقف العدوان، رفع الحصار عن المطارات والموانئ، صرف المرتبات، تبادل الأسرى، رحيل المحتلّ، إعادة بناء اليمن.

فإن تم الالتزامُ بما سبق، فذاك خيرٌ لها.

وإلا، فإن الحديث عن السلام والأمن في اليمن لن يكون له أية قيمة دون احترام حقوق الشعب اليمني.

خَاصَّة وأن تحذيرات قيادتنا من الالتفاف على تلك البنود واضحةٌ جليّة، كما أن إبقاء اليمن في حالة “لا حرب ولا سلم” بات أمرًا مرفوضًا من قِبل اليمن قيادةً وشعبًا.

فالجميع دعاة سلامٍ عادلٍ ومشرف، وليسوا دعاة حرب.

فقد قال السيد القائد:

“في اليمن، المسألة واضحة، والمقام مقام انتصار كبير وثبات عظيم، وبناء على مستوى القدرات”.

وقال أيضًا:

“نحن في هذه المرحلة في أقوى حالٍ مقارنةً بكل المراحل الماضية، وقد وصلنا إلى مستوى متقدم على جميع الأصعدة”.

وهذه رسالةٌ قويةٌ موجّهة إلى دول العدوان: إذَا فُرضت علينا الحرب، فإن رجالَ الرجال في اليمن على أتمّ الجهوزية للرد.

ونحمّلها ودول العدوان المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب وعن رفض مطالب شعبنا، وعن كُـلّ ما يترتب على ذلك من تعقيدات أَو تصعيد على المستوى المحلي أَو الإقليمي أَو الدولي.

“وقد أعذر من أنذر”، والله خيرُ حافظٍ وناصرٍ ومعين.

وهو حسبنا ونعم الوكيل.