أفق نيوز
الخبر بلا حدود

اليمن يطلق تحذيره الأخير .. معادلة الردع قادمة والشعب لن يقف مكتوف الأيدي

30

أفق نيوز| تقرير|

أمام تصاعد المؤامرات وتطوراتها الأخيرة في اليمن ،  فقد تحوّلت إلى واقعٍ متسارع الملامح، من خلال خطوات اقتصادية وأمنية وإعلامية تتقاطع في خيطٍ واحد،  محاولة خنق اليمن من الداخل عبر أدواتٍ محلية وخارجية تعمل بتنسيقٍ واضح ومتصاعد، في المقابل، خرجت القيادة اليمنية بموقفٍ هو الأكثر صرامة، لتعلن بوضوح أن اللعبة وصلت إلى نهايتها، مؤكدة أن معادلة الرد بالمثل ما زالت قائمة، وأن الشعب الذي صمد عقداً كاملاً لن يقبل بالتركيع أو الإملاءات.

من التضييق الاقتصادي إلى التحريك الميداني

خلال الأشهر الأخيرة، بدأت ملامح المخطط تتكشّف عبر سلسلة من الإجراءات التي طالت شرايين الاقتصاد الوطني، حيث تم استهداف المنظومة المالية والبنكية بقراراتٍ وحملاتٍ أربكت الأسواق وضيّقت على المواطنين في معيشتهم.
بالتوازي، ظهرت تحركات في الموانئ والمطارات، أعاقت عمليات التصدير والاستيراد وخلقت فجوات متعمدة في سلاسل الإمداد، ما انعكس على أسعار السلع الأساسية وتوافرها.

وفي الوقت ذاته، اشتدت الحرب الإعلامية التي تُدار من الخارج، عبر منصّات وصفحات متناسقة الخطاب والاتجاه، هدفها تأليب الرأي العام وتأجيج الخلافات الداخلية، في محاولة لتفكيك الجبهة الوطنية وتشتيت الموقف الشعبي.

 

الوجه الآخر للمؤامرة .. تمويل وتحريك العملاء في الداخل

تؤكد مصادر سياسية وميدانية أن قنوات تمويل منظمة تُستخدم لتغذية مجموعات محلية تتلقى الدعم المالي واللوجستي مقابل تنفيذ أجندات محددة في مناطق حسّاسة.
هذه المجموعات تتحرك وفق جدولٍ محسوب، إثارة اضطرابات محدودة، افتعال صدامات جانبية، وإرباك المشهد الأمني والسياسي لتبدو البلاد وكأنها على شفا انفجارٍ جديد، ولم يكن هذا التحريك منفصلاً عن الضغط الاقتصادي، بل يسير في مسارٍ متكامل يُراد منه إشعال فتيل مواجهة داخلية تُضعف الموقف الوطني وتفتح الباب أمام مزيد من التدخل الخارجي.

 

الرد اليمني .. تحذير صريح ورسالة لا لبس فيها

في خضم هذا التصعيد، جاء البيان الرسمي للقيادة اليمنية من أعلى هرمه إلى كل يمني حر في هذا الوطن ، ليحسم الجدل ويضع النقاط على الحروف، فقد وجه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه والقيادة السياسية ممثلة  بفخامة الرئيس مهدي المشاط ، رسائل حازمة قالت فيها بوضوح، أن هذه التحركات لن تمر ، وستواجه بقوة وحزم ، وأن على النظام السعودي أو الاماراتي أن لا ينجر في أي مؤامرة من شأنها الإضرار باليمن لأنه سيدقع ثمن أي تصرف أحمق ، القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء فضيلة العلامة محمد مفتاح بدوره وجه تحذيراً جديداً لتحالف العدوان وعلى رأسها السعودية والامارات، : نقول لمن يتخذ الإجراءات للتضييق على شعبنا في معيشته، إن معادلة البنك بالبنك والمطار بالمطار والميناء بالميناء لم تسقط، وهذه اللعبة لن تستمر، وشعبنا الذي قدم قوافل الشهداء لن يخنع لكم، بل سيواجهكم ويسقط مؤامراتكم بإذن الله.

تلك الرسالة لم تكن خطاباً عاطفياً فحسب، بل إعلاناً لسياسة الرد بالمثل، ورسالة بأن أي محاولة لتجويع اليمن أو إذلاله ستُقابل بإجراءات مماثلة، بل وأكثر إيلاماً، وبأن الصبر الذي اتسمت به المرحلة الماضية لا يعني القبول بالأمر الواقع.

 

الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي

في خضم هذا الاستهداف الممنهج ، يتأجج شعور عام وعميق لدى اليمنيين بأنهم لا يمكن أن يبقوا مكتوفي الأيدي أمام خطوات عدوانية ومتسلسلة، من قبل السعودية والإمارات وأدواتهما، وخصوصاً أنها ترافقت مع التهرّب من استحقاقات السلام المتفق عليها ونهب ثروات البلاد النفطية.

المواطنون والمراقبون السياسيون يرون أن استمرار سياسات تعطيل البنود المتفق عليها في مسارات التسوية، إلى جانب استمرار عمليات السيطرة على موارد نفطية واستغلالها خارج إطار الشفافية والمصلحة الوطنية، هو ما يمنح الموقف اليمني شرعية الرد الحاسم،  الرسالة الشعبية والقيادية تذهب إلى أن المسار السلمي لا يمكن أن يستمر إذا بقيت العوائد والحقوق مسلوبة، وأن استعادة الحقوق وإعادة توازن القوة على الأرض ستكون خياراً مطروح على طاولة التأهب.

 

من وراء الستار وإلى أين تتجه الأمور؟

يقرأ المحللون المشهد الراهن باعتباره مرحلة جديدة من العدوان غير المباشر، حيث انتقلت الأدوات من الطائرات والصواريخ إلى الاقتصاد والإعلام والضغط المعيشي، وهو ما يُعرف في الدراسات السياسية بحرب الإنهاك المركّبة.

الهدف من هذه الاستراتيجية ليس فقط تقويض البنية الاقتصادية، بل إرهاق الإرادة الشعبية ودفعها نحو القبول بتسوياتٍ تُفقد اليمن استقلال قراره، لكنّ ما أظهرته السنوات العشر الماضية من صمودٍ شعبي وميداني يجعل من الصعب تحقيق هذا الهدف، خصوصاً في ظل وحدة الموقف الرسمي الذي بات أكثر حذراً واستعداداً للتعامل بالمثل.

 

اليمن بين معركة البقاء ومعادلة الكرامة

المشهد اليوم لم يعد غامضاً،  فالممارسات التي كانت تُدار في الخفاء أصبحت مكشوفة على الأرض، والرد عليها لم يعد يحتمل الانتظار، والقيادة أعلنت موقفها، والشعب يعرف وجهته، فيما تترقب المنطقة ما قد تحمله الأسابيع القادمة من تحولاتٍ قد تعيد رسم معادلة الصراع بأكملها.

ومهما اشتدت الأزمات وتعددت أدوات الحصار، يبقى الثابت الأبرز هو ما يراه اليمنيون اليوم ،  أن شعباً واجه طواغيت العصر عشر سنوات لن يُركع اليوم، ولن يسلّم قراره مهما تنوعت المؤامرات أو تبدّلت الوجوه.

نقلا عن موقع يمانيون