أفق نيوز
الخبر بلا حدود

مأرب وتعز تحت سيطرة حزب الإصلاح .. فوضى ونهب وارتهان للوصاية

32

أفق نيوز| تقرير|

تشهد محافظتا مأرب وتعز، حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني والفوضى، تترافق مع انتشار الفساد وغياب سيطرة الدولة، فيما يبرز دور بعض المليشيات المسلحة، المرتبطة بحزب الإصلاح، في ممارسة أعمال النهب والسلب والاغتيالات. وقد أثبت الواقع أن هذه المليشيات تتدخل بشكل مباشر في الحياة اليومية للمواطنين، حيث سجلت عمليات مسلحة مثل تسطّو عناصرها على محل صرافة “صدام إكسبرس” في مدينة مأرب ونهب 4 ملايين ريال سعودي، إلى جانب سلسلة من عمليات السلب، واغتيالات مستمرة تهدد المدنيين وتهدّد استقرار المحافظة.

في مأرب،  يعاني السكان من فوضى أمنية كاملة تجعل حياتهم اليومية معرضة للخطر، فمليشيات الاصلاح لا تكتفي بالسيطرة على الموارد المالية والمرافق الحيوية، بل تعمل على ابتزاز التجار وفرض أجور غير قانونية، مستغلة الفراغ الذي خلفه غياب أي من مظاهر الدولة، هذه السيطرة الميدانية والمالية لا تترك للمواطنين سوى خيارات محدودة، بينما يغيب القانون ويهيمن الإفلات من العقاب،

في تعز، المحافظة الاستراتيجية بالنسبة لمليشيا الإصلاح هي الأخرى، ينعكس الانفلات الأمني على مستوى مختلف لكنه بنفس الدرجة من القسوة، حيث تستمر موجة الاغتيالات والاختطافات وعمليات السلب، وسط غياب واضح لأي سلطة محلية قادرة على فرض الأمن وحماية المدنيين.

 

الفوضى وإنعدام الأمن في مأرب وتعز لا يمكن فصلها عن البعد السياسي، خاصة ارتباط حزب الإصلاح بالوصاية الخارجية، للسعودية والإمارات، هذا الارتباط منح المليشيات غطاءً سياسياً وأحياناً دعماً لوجستياً، ما جعلها تتصرف بحرية أكبر، وتزيد من جرأة أعمالها المسلحة والمالية،  السيطرة على الموارد المحلية والتمويل الخارجي لم تُستخدم في تحسين الخدمات أو تعزيز الاستقرار، بل استُغلت لمصالح فئوية، ما أسهم في تعزيز الفساد وإضعاف أي محاولات لمساءلة الفاعلين أو استعادة سلطة الدولة.

 

الانفلات الأمني المستمر يعكس أبعاداً خطيرة على كافة المستويات، على المستوى الشخصي، يعيش المواطنون في خوف دائم من السلب والاغتيالات، ولا يجدون أي حماية من أجهزة الدولة، اقتصادياً، تتحول مأرب وتعز إلى مناطق غير مستقرة للاستثمار والتجارة بسبب سيطرة المليشيات على الموارد المحلية وفرض أجور وضرائب غير قانونية، على المستوى الإنساني، فإن مأرب، تصبح ساحة لتفاقم المعاناة، حيث تزداد فرص الفساد والاستغلال بسبب الحاجة الماسة للخدمات، أما على المستوى السياسي، فإن ارتباط حزب الإصلاح بالوصاية الخارجية يقوّض السيادة المحلية ويحدّ من القدرة على اتخاذ أي  قرارات استراتيجية مستقلة، ويضعف أي جهود حقيقية لبناء دولة مؤسسات تضمن توفير المن والحماية للمواطنين.

 

حوادث مثل تسطو عناصر المليشيا على محل صرافة ونهب الملايين، بالإضافة إلى سلسلة الاغتيالات المستمرة، ليست مجرد أحداث منفصلة، بل تعكس نمطاً واضحاً من السيطرة المسلحة والفساد المستمر الذي يهدد الأمن والاستقرار في مأرب وتعز على المدى الطويل، الواقع اليوم يشير بوضوح إلى أن الأزمة الأمنية والاجتماعية والسياسية مترابطة، وأن استمرارها يرتبط بشكل مباشر بالغطاء السياسي والمالي الذي توفره الوصاية الخارجية، ما يجعل أي حل شبه مستحيل ما لم تتغير أدوات النفوذ والسيطرة التابعة للاحتلال السعودي والاماراتي .

نقلا عن موقع يمانيون