أفق نيوز
الخبر بلا حدود

كنزٌ يفوق الذهب.. الاحتلال الإماراتي يسرق الرمال السوداء من اليمن لصناعة الصواريخ والطائرات

35

أفق نيوز| تقرير|

في مشهد جديد من مشاهد النهب المنظّم الذي تمارسه قوى الاحتلال ومرتزقتها، تتعرض السواحل اليمنية منذ سنوات لواحدة من أكبر عمليات السطو على الثروات الطبيعية، حيث ينهب الاحتلال الإماراتي – عبر شركاته الوهمية وسماسرة الخيانة – كميات ضخمة من الرمال السوداء الغنية بالمعادن النادرة، من مناطق المخا وذو باب غرب تعز، والسفال في شبوة، وبروم ميفعة في حضرموت، وصولاً إلى جزيرة زقر التابعة لمحافظة الحديدة، لتُنقل مباشرة إلى موانئ الإمارات، في عملية سطو مكتملة الأركان تموّل آلة الحرب وتدعم الصناعات العسكرية الغربية والصهيونية.


الرمال السوداء.. كنزٌ استراتيجي يفوق الذهب قيمة وأهمية

ليست الرمال السوداء مجرد تربة داكنة اللون كما يظن البعض، بل هي الخام الطبيعي لأغلى وأندر المعادن في العالم، مثل التيتانيوم والزركونيوم والفاناديوم واليورانيوم والمعادن الأرضية النادرة، التي تدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية، ومحركات الصواريخ والطائرات، والمفاعلات النووية، وأجهزة الليزر، والإضاءة عالية الطاقة، والمغناطيسات الفائقة، والتقنيات الطبية الدقيقة، والموصلات الفائقة.

هذه الثروة الهائلة التي يتصارع العالم عليها من أجل السيطرة على مفاتيح التكنولوجيا الحديثة، يتم نهبها في اليمن تحت حراب الاحتلال الإماراتي، وبغطاء من أدواته المحلية في المحافظات المحتلة، بينما يعيش أبناء تلك المناطق في فقر مدقع وانعدام للخدمات الأساسية.


من المخا إلى شبوة.. خطوط النهب تمتد على طول الساحل اليمني

من غرب تعز حيث الشواطئ الغنية بالمعادن النادرة، إلى سواحل شبوة وحضرموت، تمتد عمليات النهب الممنهجة عبر شركات إماراتية تعمل تحت أسماء وهمية مثل “الظفرة للتجارة العامة” و”المهرة للمقاولات البحرية”، وتتولى نقل آلاف الأطنان من الرمال عبر الموانئ التي تسيطر عليها مليشيات الإمارات.

في السفال بشبوة مثلاً، يباع الطن الواحد من الرمال السوداء بسعر لا يتجاوز 1500 دولار لسماسرة الإمارات، بينما يبلغ سعره الحقيقي في الأسواق العالمية ما بين 600 و800 ألف دولار، ما يعني أن كل شحنة تُنهب من السواحل اليمنية تمثل خسارة سيادية بمئات الملايين من الدولارات لصالح أبوظبي.

أما في غرب تعز وخصوصًا المخا وذو باب، فتجري عمليات النهب بلا عقود ولا حتى ذرائع قانونية، وتحت حماية كاملة من مرتزقة طارق عفاش وعناصر ما يسمى “قوات المقاومة المشتركة”، مقابل فتات من العمولات الشخصية التي تُمنح لقادة المليشيات.


الإمارات.. من وعود الإعمار إلى استعمار الموارد

جاءت الإمارات إلى اليمن تحت لافتة “التحالف” و“إعادة الإعمار”، لكنها تحولت سريعًا إلى قوة احتلال حقيقية، تدير شبكات تهريب ونهب منظم، لا تقتصر على النفط والغاز، بل تمتد إلى الرمال والمعادن والثروة السمكية والجزر الاستراتيجية.

وتشير التقارير إلى أن جزءًا كبيرًا من الرمال المنهوبة يُستخدم في مصانع “إيدج” الإماراتية للصناعات العسكرية، التي تُنتج مكونات لطائرات بدون طيار وصواريخ موجهة، بعضها تم توريده لاحقًا إلى الكيان الصهيوني ضمن صفقات التعاون العسكري والاستخباري التي توسعت بعد “اتفاقيات التطبيع”.

بهذا تصبح الرمال اليمنية المسروقة جزءًا من صناعة الموت التي تُستخدم ضد شعوب المنطقة، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقانون الدولي الإنساني.


جريمة مركّبة: نهبٌ اقتصادي واحتلالٌ استراتيجي

لا يقتصر خطر هذه الجريمة على خسارة الموارد، بل يمتد إلى الأبعاد الاستراتيجية، إذ يسعى الاحتلال الإماراتي من خلال سيطرته على الموانئ والسواحل إلى ترسيخ نفوذه الجيوسياسي على البحر الأحمر وخليج عدن، وتحويل اليمن إلى مخزن موارد تابع يخدم مصالح واشنطن وتل أبيب.

فالوجود الإماراتي في المخا وذو باب وبروم وزقر ليس وجودًا عسكريًا عابرًا، بل جزء من مخطط طويل الأمد يهدف إلى تفكيك اليمن والسيطرة على بواباته البحرية وثرواته الأرضية، ضمن الأجندة الأمريكية – الصهيونية لإضعاف محور المقاومة ومنع قيام دولة يمنية قوية ومستقلة.


القيادة الثورية.. صوت السيادة في وجه النهب والاستعمار

في مقابل هذا النهب المنظم، أكدت القيادة الثورية والسياسية في صنعاء مرارًا أن كل ثروات اليمن ملكٌ للشعب اليمني، وأن زمن الاستباحة والهيمنة قد ولّى.
وقد شدّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في أكثر من خطاب على أن “من ينهب ثروات اليمن، سيحاسب على كل برميل وكل شحنة”، مؤكدًا أن اليد اليمنية القادرة على ضرب |تل أبيب| وناقلات العدو، قادرة أيضًا على تحرير كل شبرٍ من الأرض اليمنية من الاحتلال الإماراتي والسعودي.


اليمن سيستعيد ثرواته مهما طال الزمن

ما يجري في سواحل اليمن ليس سوى فصلٍ من فصول العدوان الشامل على هذا البلد العزيز، حيث يسعى الأعداء إلى سرقة الأرض والثروة والقرار.
لكن كما فشلوا في كسر إرادة الشعب في الميدان، سيفشلون في سرقة مستقبله وثرواته.
فالرمال السوداء التي تُنهب اليوم تحت حراسة المرتزقة، ستتحول غدًا إلى شاهدٍ على جرائمهم، ودافعٍ لانتفاضة سيادية تُعيد لليمن خيره المسلوب وكرامته المنهوبة.