من ثورة 21 سبتمبر إلى البحر.. اليمن يكسر الأسطورة الأمريكية
أفق نيوز| تقرير|
منذ انبثاق ثورة 21 سبتمبر المجيدة، واليمن يشهد تحوّلًا استراتيجيًا في موقعه ودوره، إذ انتقل من بلدٍ محاصر ومعتدى عليه إلى قوةٍ تصوغ المعادلات الإقليمية بقرارها الحر وإرادتها المستقلة.
لم تكن الثورة حدثًا سياسيًا فحسب، بل كانت ولادة مشروع وطني تحرري يعيد الاعتبار للإنسان اليمني ويمنحه الحق في الدفاع عن كرامته وسيادته.. ومن رحم هذه الثورة انطلقت معادلة الردع التي أرّقت قوى الاستكبار، وامتدت جذوتها إلى عمق البحر والمحيط الهندي.
البحر الأحمر.. ساحة اختبار الإرادة اليمنية
على مدى عامين من المواجهة المفتوحة، أثبت اليمن أن الإرادة الحرة أقوى من الترسانة الأمريكية.. لقد تحوّل البحر من مسرحٍ للهيمنة الأمريكية إلى فضاءٍ مفتوح للسيادة اليمنية، بعد أن فشلت كل التحالفات الأمريكية والغربية في وقف العمليات البحرية اليمنية أو الحد من تأثيرها.
ومع كل صاروخ باليستي وطائرة مسيّرة، كانت واشنطن تكتشف حجم الفجوة بين واقعها العسكري وصورتها التي روّجت لها لعقود، حتى أصبحت الأسطورة الأمريكية تتهاوى على صخرة الصمود اليمني.
“الأسطول الذهبي”.. إنقاذ صورةٍ غارقة
في أحدث تجليات الفشل الأمريكي، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن مساعٍ يقودها ترالمجرم مب لإطلاق مشروع تحت اسم “الأسطول الذهبي” لتحديث القدرات البحرية.. لكن هذا المشروع، وفق مصادر عسكرية أمريكية، ليس إلا محاولة لتغطية العجز والانهيار الذي أصاب الأسطول الأمريكي في “معركة البحر الأحمر”، بعد أن تحولت حاملات الطائرات إلى أهداف مكشوفة أمام قدرات يمنية متواضعة في الكلفة، لكنها عظيمة في الأثر والتكتيك.
لقد أقرّ ضباط في البنتاغون بفقدان الثقة بقدرة البحرية الأمريكية على العمل تحت الضغط، واعتبروا أن الخسائر التي تكبّدتها الحاملة هاري ترومان شكّلت ضربة موجعة للهيبة الأمريكية.
“حارس الازدهار”.. فشل التحالف في مواجهة اليمن
لم يفلح تحالف “حارس الازدهار” الذي أنشأته واشنطن سوى في تعميق الإخفاق الأمريكي، إذ تحولت عملياته من “مهمة ردع” إلى مأزق مفتوح، بعدما اصطدمت الإرادة الأمريكية بصمود يمني استثنائي.
لقد كان الهدف المعلن منع اليمن من استهداف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا: توسعت الضربات، وارتفع سقف التهديد، وتحوّلت واشنطن من موقع الهجوم إلى الدفاع.. وباتت التهديدات الأمريكية اليوم مجرد صدى لمرحلة الهيمنة السابقة، في حين يمضي اليمن في فرض معادلة جديدة عنوانها: الأمن لا يتحقق إلا برحيل المحتل وكسر التبعية.
إغلاق “إيلات”.. شهادة على حزم القرار اليمني
منذ أن قررت القيادة اليمنية إغلاق ميناء إيلات في وجه السفن الصهيونية، تغيّر مسار التجارة الصهيونية كليًا.. تحوّل الميناء إلى رمز للهزيمة الاقتصادية، بعدما توقفت حركة السفن وتضاعفت تكاليف النقل والتأمين، بينما استمرت القوات البحرية اليمنية في تنفيذ أكثر من سبعين عملية ناجحة امتدت من البحر الأحمر إلى المتوسط، في تنسيق غير مسبوق مع محور المقاومة.
لقد جسّد القرار اليمني وفاءً عمليًا لغزة وصمودها، ورسالةً بأن ثورة 21 سبتمبر لم تكن حدثًا محليًا، بل مشروعًا أمميًا للمستضعفين.
بين الهزيمة الأمريكية والنصر اليمني
إن ما يجري اليوم في البحر الأحمر ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو تحول تاريخي في موازين القوة.. الولايات المتحدة، بكل ما تملك من أساطيل وتقنيات، وجدت نفسها أمام خصم لا يُقاس بالإمكانات بل بالعقيدة والإيمان.
أما اليمن، فقد برهن أن الثورة التي انطلقت من جبال صنعاء يمكن أن تمتد أمواجها إلى عمق البحار، وأن السيادة ليست شعارًا، بل قرار يُصنع بالدم والإرادة والوفاء للشهداء.
نقلا عن موقع 21 سبتمبر