أفق نيوز
الخبر بلا حدود

غزة بين نار الخروقات وألم الحصار.. الاحتلال يهدد الهدوء الهش

41

أفق نيوز|

مرت ثلاثة أسابيع على إعلان وقف إطلاق النار “الهش” في قطاع غزة، تخللتها خروقات متصاعدة ارتكبها الاحتلال الصهيوني، كجزءٍ من نهجٍ متجذّر يهدف إلى إبقاء القطاع في حالة اشتعال دائم، وتثبيت معادلات جديدة تُمكّنه من العودة إلى القصف متى شاء وبالذريعة التي يختلقها، والتي أسفرت عن ارتفاع حصيلة الضحايا وتفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين بشكلٍ خطير.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة، في تقريرها اليومي، اليوم السبت، أنَّ “22 شهيدًا بينهم 17 انتشال، و9 جرحى وصلوا المستشفيات خلال 48 ساعة الماضية”، مشبرةً إلى “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 68858 شهيدًا و170664 جريحًا”، منذ بدء العدوان على غزة.

وأكّدت الوزارة أنَّ الأيام الماضية سجلت تصعيدًا صهيونيًّا حادًا، كان أبرزه استشهاد 104 في أقل من 12 ساعة، نتيجة قصف لتجمعات مدنية، وأنَّ “إجمالي عدد الشهداء بلغ 226 والجرحى 594، وتم انتشال جثامين 449 شهيدًا منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي”.

وتستمر الخروقات الصهيونية على عدة مستويات، لا تقتصر على القصف الجوي واستهداف المنازل؛ بل تشمل القصف المدفعي وإطلاق النيران المكثف، حيث تتكرر عمليات القصف المدفعي وإطلاق النيران المكثف مع ساعات الفجر والصباح في مناطق مختلفة من القطاع.

وفي سياقٍ متصل، أكّدت مصادر محلية، اليوم، أنَّ عمليات النسف والتدمير تركّزت في المناطق الشرقية لمدينة “خان يونس”، والمناطق الشرقية لمدينة غزة؛ بما في ذلك “حي الشجاعية وحي الأمل”، وتُطال عمليات النسف والتدمير الممنهج أيّ مظهر للحياة أو منازل للمواطنين في تلك المناطق.

وأشارت إلى تنوع تكتيكات الإطلاق المكثف، حيث يُستخدم إطلاق النيران من آليات الاحتلال والرشاشات المثبتة على قمم رافعات حديدية، والتي تقوم بمسح وإطلاق نيران عشوائي وآلي تجاه تجمعات المواطنين الفلسطينيين.

وأوضحت أنَّ الـ 10 ساعات الماضية، شهدت وصول شهيد إلى المستشفى “الأهلي العربي” “المعمداني” من منطقة “حي الشجاعية”، بالإضافة إلى ارتقاء شهيد آخر متأثرًا بإصابته بأعيرة نارية في المناطق الشرقية لمدينة “غزة”، كما انتشلت طواقم الدفاع المدني رفات ثلاثة شهداء ارتقوا جراء قصف سابق في “حي الأمل” بمدينة “خان يونس”.

وفي وسط قطاع غزة، وصلت إصابة بطلق ناري إلى مركز “العودة” الصحي من “مخيم البريج”، والإبلاغ عن إصابة طفلين جراء انفجار جسم من مخلفات العدو الإسرائيلي في منطقة “أبو هولي” جنوبي “دير البلح”.

وعن تدهور الأوضاع الإنسانية وصعوبات الإغاثة، اتهمت 40 منظمة إنسانية دولية سلطات الاحتلال الصهيوني “بمواصلة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”، مشيرةً إلى “فرضها نظام تسجيل جديدًا خاصًا بالمنظمات الدولية غير الحكومية؛ ما أدى إلى احتجاز مساعدات بقيمة عشرات الملايين من الدولارات خارج القطاع”.

ولفتت إلى أنَّ تفاقم الأزمة الإنسانية جراء استمرار الخروقات المتعلقة بإدخال المساعدات الأساسية والاحتياجات الطبية؛ إذ لم تصل أعداد شاحنات المساعدات إلى الحد الأدنى المطلوب، الذي تُقدره الجهات المختصة بـ 600 شاحنة، وكانت الأرقام الفعلية أقل بكثير، ولم تتجاوز 400 شاحنة في أحسن الأيام.

وإلى جانب قيود المساعدات المفروضة احتلاليًّا، يواجه قطاع عزة أزمة حادة في الإيواء؛ إذ يمنع الاحتلال الصهيوني إدخال “الخيام والكرفانات” المخصصة؛ ما يزيد من معاناة الفلسطينيين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وعدم صلاحية الكثير من الخيام الحالية للسكن.

وشدّدت على استمرار حالة الحرمان الطبي، بحيث لا يُسمح بإدخال أدوية منقذة للحياة كأدوية العمليات والطوارئ، أو المكملات الغذائية الخاصة بالأطفال، ويواجه أكثر من 350 ألف مصاب بأمراض مزمنة “كالضغط والسكري” نقصًا حادًا في أدويتهم الخاصة، وسط مطالبات متزايدة بفتح المعابر للإجلاء الطبي للحالات الحرجة.

وأكّدت المصادر أنَّ منع إدخال “الخيام والكرفانات والأدوية الحيوية والمساعدات الكافية” يمثل خرقًا واضحًا لإعلان وقف إطلاق النار ويُصعّد من معاناة المواطنين الفلسطينيين داخل القطاع المنكوب.