أفق نيوز
الخبر بلا حدود

في ذكرى الشهيد.. دماءٌ لا تُنسى وعُهدٌ لا يُبدَّل

31

أفق نيوز|

عبدالله علي هاشم الذارحي

نحمد الله الذي مَنّ علينا بنعمة القيادة الحكيمة، التي جعلت من 13 جمادى الأولى من كُـلّ عام مناسبةً وطنيةً مقدسة؛ يُحيي فيها أحرار اليمن “أسبوع الشهيد”، تكريمًا لمن سطّروا بدمائهم أسمى ملاحم العزة والكرامة.

ففي هذا اليوم من عام 1430هـ، أُقيمت الذكرى الأولى لأسبوع الشهيد، تزامنًا مع استشهاد المجاهد الكبير الشهيد زيد علي مصلح – أحد قادة المسيرة المباركة، وعظيمٍ من عظماء هذا الطريق – الذي ما زال حيًّا في ذاكرتنا ببطولاته، وجهاده، وأشعاره، وارتباطه العميق بالشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليهما.

وقد افتتح سيّدُ العلم والهدى، السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي – حفظه الله – الذكرى السنوية للشهيد بكلمةٍ شاملةٍ حملت رسائلَ واضحةً للداخل والخارج.

فقال في مستهلها: «نفتتح الذكرى السنوية للشهيد، والتي تستمر على مدى أسبوع كامل بأنشطةٍ متنوعة».

ووجّه التحية والإعزاز والتقدير «لكل أقارب الشهداء»، مؤكّـدًا أن «الشهادة هي امتيَاز وتقديرٌ عظيمٌ جعله الله سبحانه للذين قُتلوا في سبيله، وتحَرّكوا وفق الطريق التي رسمها».

وَأَضَـافَ القائد الحكيم: «في الشهادة لا خسارة مع الله أبدًا، وقد وهب الله للشهداء ما هو خيرٌ وأبقى من هذه الحياة الدنيا».

مُشيرًا إلى أن «المقام الرفيع الذي يحظى به الشهداء هو مواساةٌ لأهاليهم، وحافزٌ للمجاهدين على مواصلة الجهاد في سبيل الله، مهما كانت التحديات والمخاطر».

فسلام الله على قائد الثورة، وسلام الله على شهداء الحق الأبرار.

وفي هذا الأسبوع المقدس، أقول: إن ذكرى الشهداء ليست محصورةً بيومٍ أَو أسبوع، بل هي حاضرةٌ في كُـلّ دقيقةٍ من حياتنا، في كُـلّ نفسٍ نتنفّسه، وفي وجدان كُـلّ جيلٍ قادم.

فدماؤهم نورٌ لا ينطفئ، وذكراهم وصيةٌ لا تُنسى.

ووجب علينا – جميعًا – أن نشارك في فعاليات أسبوع الشهيد، لا شكليًّا، بل إيمانًا واعتزازًا، تأكيدًا على أننا على العهد باقون، وعلى دربهم سائرون.

وليعلم الأعداء أن شهداءنا عظماؤنا، وأننا من بطولاتهم نستمدّ الإيمان، ومن تضحياتهم نستلهم الثبات على الموقف الحق – الموقف الذي “أحقُّ أن يتّبع”.

وإننا نُعدّ العُدّة، بعون الله، لمواجهة قوى العدوان الصهيو–سعوديّ–إماراتي–الأمريكي ومرتزِقته، الذين لم يجلبوا للبلاد والعباد سوى الدمار والخزي.

ها نحن في يمن الصمود والجهاد نُحيي أسبوع الشهيد، وقلوبنا تتفجّر ألمًا على ما يجري في غزة العُزّة، والسودان، وسوريا، وغيرها من أرض المسلمين، في ظلّ تخاذلٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ، وصمتٍ دوليٍّ مُخزٍ.

ولا يخفى على أحد حجمُ المؤامرات الصهيونية–الأمريكية–الغربية التي تحاك ضد اليمن ودول المقاومة.

ومع ذلك، يظل موقف اليمن – قيادةً وشعبًا – أكثر ثباتًا وصلابةً في الدفاع عن الوطن، ونصرةً للمظلومين في فلسطين ولبنان وسائر المستضعفين في الأرض، والعاقبةُ للمتقين.

ولولا ثقتنا بالله، ولولا تضحية الشهداء، لكان اليمن اليوم يرزح تحت نير الاحتلال، كحال المحافظات التي وقعت في قبضة المرتزِقة.

ولما كان جيشُنا يقف في وجه العدوان، بل لكان – لا سمح الله – يُستخدم كأدَاة في يد الكيان الصهيوني لضرب إخوتنا في غزة ولبنان وسوريا والسودان.

ولولا توكلنا على الله، ولولا دماء الشهداء الزكية، لما عشنا في أمنٍ وأمان، ولما تذوّقنا طعمَ العزة والكرامة، ولما استطعنا – رغم كُـلّ التحديات – أن نواجه دول الاستكبار العالمي، بقيادة أمريكا – الشيطان الأكبر – والغدة السرطانية – الكيان الصهيوني – وعملائهما.

فسلام الله على شهداء الميادين، الميامين، الذين بذلوا أرواحهم؛ فداءً لله؛ ودفاعًا عن الدين، والوطن، وقضايا الأُمَّــة المصيرية.

وسلام الله على سيد القول والفعل، القائد الذي لا ينثني.

وسلام الله على أُسَر الشهداء وأبنائهم.

طوبى لهم طوبى.. الذكر العظيم في الدنيا، والفوز العظيم في الآخرة.