أظهرت دراسة هولندية حديثة أن تناول 60 غراماً من الفول السوداني المحمّص غير المملّح يومياً يمكن أن يسهم في تحسين الذاكرة وتعزيز تدفق الدم في الدماغ لدى كبار السن.

وبحسب الباحثين من مركز جامعة ماستريخت الطبي، فإن نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Clinical Nutrition تفتح آفاقاً جديدة لفهم تأثير الأغذية الغنية بالمركبات النباتية على صحة الدماغ والأداء الإدراكي مع التقدّم في العمر.

ويُعدّ تراجع الذاكرة من أبرز المشكلات الصحية التي ترافق الشيخوخة، إذ يفقد الدماغ تدريجياً قدرته على معالجة المعلومات وتخزينها بسبب انخفاض تدفق الدم وتراجع مرونة الخلايا العصبية. ويُعتقد أن ضعف الأوعية الدموية الدقيقة داخل الدماغ يلعب دوراً محورياً في هذا التدهور. وتشير تقديرات منظمة ألزهايمر الدولية إلى احتمال ارتفاع عدد المصابين بالخرف إلى 78 مليون شخص بحلول عام 2030، ليصل إلى 139 مليوناً في عام 2050.

وشملت التجربة 31 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 60 و75 عاماً من الأصحاء، طُلب منهم تناول كمية محددة من الفول السوداني يومياً لمدة 16 أسبوعاً. واستخدم العلماء تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي لرصد التغيّرات في تدفق الدم داخل الدماغ، إلى جانب اختبارات متخصصة لقياس الأداء المعرفي والذاكرة.

وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في تدفق الدم الدماغي بنسبة 3.6%، إلى جانب زيادة في الذاكرة اللفظية بنسبة 5.8%. وربط الباحثون هذه النتائج بارتفاع تدفق الدم في مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة ومعالجة المعلومات اللفظية.

كما سجّل المشاركون انخفاضاً في ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملم زئبق، وتحسناً في مرونة الشرايين وصحة الأوعية الدموية، إضافة إلى انخفاض ضغط النبض بمقدار 4 ملم زئبق، ما يشير إلى تقليل العبء على القلب والدورة الدموية.

وذكر الباحثون أن الفول السوداني يحتوي على نسبة مرتفعة من حمض الأرجينين (L-Arginine)، وهو مركّب يساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، فضلاً عن احتوائه على الدهون غير المشبعة ومركّبات البوليفينول المضادة للأكسدة، التي تحمي الأوعية من الالتهاب والتلف.

وأكد فريق البحث أن هذه النتائج تمثل المرة الأولى التي يتم فيها إثبات أن الفول السوداني يمكن أن يدعم صحة الأوعية الدماغية ويحسّن الذاكرة لدى كبار السن الأصحاء، مشيرين إلى أن الدراسة تمهّد لمزيد من الأبحاث حول العلاقة بين التغذية وصحة الدماغ.