أفق نيوز
الخبر بلا حدود

البحرية الأمريكية تعترف .. اليمنيون قلبوا موازين القوى

36

أفق نيوز| تقرير|

في خطوة غير مسبوقة، اعترفت رابطة مشاة البحرية الأمريكية أن العمليات اليمنية في البحر الأحمر قد قدمت دروسًا استثنائية في الابتكار العملياتي والتكتيكات غير التقليدية، فبالرغم من افتقار اليمنيين إلى قوة بحرية أو جوية متقدمة، إلا أنهم تمكنوا من تحدي الأسطول الأمريكي وفرض تكاليف باهظة عليه، ما دفع القادة الأمريكيين إلى إعادة النظر في استراتيجيات الردع البحري التقليدية، هذا الاعتراف ليس مجرد تقييم ميداني، بل يحمل أبعادًا استراتيجية واسعة، إذ يشير إلى تحول في مفهوم القوة العسكرية، فرضته القوات البحرية اليمنية في  مواجهتها مع الأسطول البحري للولايات المتحدة .

الابتكار العملياتي بلا موارد ضخمة

لقد أثبتت التجربة اليمنية أن الابتكار في العمليات البحرية لا يحتاج إلى أسلحة متطورة أو أسطول ضخم، بل إلى عقلية تكتيكية مرنة، فقد اعتمد اليمنيون على الطائرات المسيّرة الصغيرة، والصواريخ منخفضة التكلفة، والقوارب الخفيفة لتنفيذ ضربات دقيقة ومتكررة، هذه الأساليب البسيطة نسبيًا، لكنها فعّالة، فرضت على البحرية الأمريكية إعادة التفكير في نهجها التقليدي في الحماية والاعتراض، وكشفت أن التفوق التكنولوجي وحده لا يكفي.

أحد أبرز الأمثلة هو استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف السفن الأمريكية بشكل متكرر، وهو ما تسبب في تعطيل عمليات بحرية ورفع تكلفة التصدي لكل تهديد، هذه العمليات أظهرت كيف استطاعت القوات البحرية اليمنية الأقل تجهيزاً أن تفرض على البحرية الأمريكية والدولية المساندة لها تكاليف مالية ومادية ضخمة، ويجعل القوات الأمريكية في حالة ترقب دائم، مع الحاجة لتطوير تكتيكات دفاعية جديدة.

 

 المرونة والتكيف في بيئة قتالية معقدة

تميزت العمليات اليمنية بالقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة والمرونة في اختيار الأهداف والتوقيت، فقد نفذت الضربات من مواقع ساحلية متفرقة، وتم استخدام القوارب الصغيرة لتوجيه هجمات متزامنة وغير متوقعة، مما أربك الأسطول الأمريكي وأجبره على تعديل خططه العملياتية بسرعة.

هذا التكيف يشير إلى قدرة اليمنيين على التحليل الميداني السريع واستغلال نقاط الضعف في القوة البحرية الأمريكية، كما أبرزت العمليات اليمنية أن المرونة التكتيكية، والقدرة على التعلم المستمر من البيئة الميدانية، هي عناصر أساسية للنجاح، وقد أصبحت اليوم أكثر أهمية من حجم الأسطول أو نوعية السلاح المستخدم.

 

 الأثر الاستراتيجي على القوة البحرية الأمريكية

هذا الاعتراف يحمل دلالات استراتيجية كبيرة للقوات الأمريكية، إذ يشير إلى أن حجم الأسطول أو التكنولوجيا المتقدمة لا تعد الضمان الوحيد للسيطرة البحرية، فالابتكار العملياتي، وسرعة الاستجابة، والقدرة على استغلال الفرص التكتيكية أصبحت عوامل حاسمة لتفوق أي قوة بحرية.

تجربة اليمن أثبتت أن العقلية المبتكرة يمكن أن تغير موازين القوى، حتى أمام أعظم الأساطيل البحرية في العالم، وقد أظهرت أن القدرة على استخدام وسائل منخفضة التكلفة لتحقيق تأثير كبير على خصم متفوق تقنيًا تشكل تحولًا نوعيًا في فهم العمليات البحرية الحديثة، وتفرض على الولايات المتحدة إعادة التفكير في استراتيجيات التدريب والتجهيز والاعتراض البحري.

 

 دلالات وأبعاد الاعتراف الأمريكي

يحمل الاعتراف الأمريكي أبعادًا رمزية واستراتيجية تتجاوز مجرد تقييم تكتيكي، فهو يسلط الضوء على مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها الأساطيل البحرية للولايات المتحدة والتي رافقها الفشل في كل عملياتها ، وهو ما جعل البحرية الأمريكية تلتفت إلى هذا التقييم الذي اعتبر أن القوات البحرية اليمنية قدمت دروساً في التكتيكات البحرية الغير تقليدية والاشارة إلى أهمية التفكير الابتكاري في العمليات العسكرية الحديثة، ويدعو إلى إعادة النظر في افتراضات القوة التقليدية،

وعلى الصعيد الاستراتيجي أيضاً، يشير هذا الاعتراف إلى أن التهديدات منخفضة التكلفة لكنها مبتكرة يمكن أن تكون فعّالة جدًا، وأن مواجهة هذه التهديدات تتطلب دمج المرونة العقلية مع القدرة على التعلم السريع وتحليل المخاطر قبل المواجهة المباشرة.

كما يحمل الاعتراف دلالات سياسية مهمة، إذ يعكس إدراكًا رسميًا بأن القوى الكبرى لا يمكنها الاكتفاء بالقوة التقليدية وحدها، بل يجب أن تكون قادرة على مواجهة أساليب الحرب غير التقليدية التي قد يبتكرها خصوم أقل تجهيزًا. هذا التوجه قد يؤدي إلى إعادة تصميم خطط الردع البحرية، وتطوير تكتيكات مضادة تعتمد على التنبؤ والتحليل الاستراتيجي أكثر من الاعتماد على حجم القوة أو التكنولوجيا المتقدمة.

 

إعادة التفكير العسكري الأمريكي

يمثل هذا الاعتراف لحظة محورية في إعادة التفكير العسكري الأمريكي، لقد برهنت اليمن على أن العقلية التكتيكية المبتكرة يمكن أن تحقق نتائج استراتيجية ملموسة، وأن التحدي الحقيقي اليوم لا يكمن فقط في الأسلحة والعتاد، بل في القدرة على التفكير الاستراتيجي السريع وتحويل التحديات إلى فرص، وفي ضوء هذه التجربة، من الواضح أن الولايات المتحدة استخلصت درساً هاماً من هزيمتها النكراء في المياه اليمنية ، وهي أنها لابد أن تبدأ في التعلم من خصومها.

نقلا عن موقع يمانيون