الهوية الايمانية في قلب معركة الوجود والسيادة والكرامة الإنسانية
أفق نيوز| تقرير| طارق الحمامي
والشعب اليمني يتهيأ لاستقبال واحدة من أهم المناسبات الدينية اليمنية الخالصة وعيداً من أعيادها ، عيد الهوية الإيمانية اليمنية ، عيد جمعة رجب ، نسترجع رؤية شاملة وعميقة لمفهوم الهوية الإيمانية قدمها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، في العام ’’1439هـ’’ ، لا باعتبارها عنواناً دينياً أو تراثياً فحسب، بل كمنظومة وعي متكاملة تمثّل جوهر الصراع القائم الذي يستهدف الشعب اليمني والأمة الإسلامية عموماً، في قراءة تتجاوز اللحظة الآنية، لتضع الهوية في قلب معركة الوجود والسيادة والكرامة الإنسانية.
الهوية الإيمانية بوصفها جوهر الصراع
يؤكد السيد القائد أن أخطر ما تتعرض له الشعوب اليوم ليس الاستهداف العسكري المباشر، بل الاستهداف المنهجي للهوية، وهو ما يندرج ضمن ما يُعرف بالحرب الناعمة، هذه الحرب هي أخطر من الحروب الصلبة، لأنها لا تستهدف الأرض أو السلاح، بل تستهدف الإنسان نفسه، وعيه، ومبادئه، وقيمه، وأخلاقه.
مؤكداً أن تفريغ الإنسان من هويته الإيمانية يعني تحويله إلى كائن فاقد للبوصلة، قابل للتوجيه والسيطرة، وهو ما يجعل من الهوية الإيمانية خط الدفاع الأول في مواجهة مشاريع الهيمنة والتبعية للعدو .
تفريغ الإنسان من المحتوى .. أخطر أشكال السيطرة
قدّم السيد القائد توصيفاً دقيقاً لآلية الاستهداف، حيث لا تتم السيطرة على الإنسان بالقوة فقط، بل عبر تفريغه من محتواه القيمي والأخلاقي والمبدئي، وعندما يفقد الإنسان هذا المحتوى، يفقد إنسانيته الحقيقية، ويتحول، وفق التعبير القرآني، إلى حالة أدنى من الحيوانية، كما في قوله تعالى: {أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}،
ويبرز هنا البعد القرآني في الخطاب، كإطار تفسيري دلالي لواقع معاصر، يوضح نتائج الانفصال عن القيم الإيمانية في السلوك والمواقف والخيارات المصيرية.
الهوية الإيمانية والكرامة الإنسانية
يربط السيد القائد يحفظه الله، بين الهوية الإيمانية والكرامة الإنسانية، معتبراً أن الإنسان لا تُقاس قيمته بما يملك من ثروة أو أدوات، بل بما يحمله من وعي ومبادئ وأخلاق، فالهوية الإيمانية تمنح الإنسان، وضوح الرؤية، صلابة الموقف، الاستقلال في القرار، القدرة على تحمّل المسؤولية التاريخية، ومن دون هذه المقومات، يصبح الإنسان أداة تُستغل في خدمة مصالح العدو، حتى وإن تعارضت تلك المصالح مع مصلحته ووجوده ومستقبله.
السيطرة الشاملة .. الهدف الحقيقي للعدو
يحدّد السيد القائد الهدف المركزي للأعداء بأنه السيطرة الشاملة، السيطرة على الأرض، والثروة، والمقدرات، بل وعلى الإنسان ذاته، ويشير إلى أن العدو لا يريد جزءاً من الموارد، بل الإنسان وما معه، في تعبير يعكس طبيعة الاستغلال الكامل الذي لا يترك مجالاً للسيادة أو الاستقلال.
وهنا تتجلى خطورة فقدان الهوية، إذ يتحول الإنسان، فاقد الوعي، إلى شريك غير واعٍ في استنزاف نفسه وأمته، ويُستخدم في مشاريع تُلحق به الضرر بينما تحقق المكاسب للأعداء.
الهوية الإيمانية كركيزة للصمود والمناعة
يضع السيد القائد الهوية الإيمانية في موقعها الطبيعي كـركيزة أساسية للتماسك والثبات، وعنصر حاسم في معادلة الصراع. فهي ليست مجرد انتماء عقائدي، بل منظومة حماية متكاملة تحصّن المجتمع من الاختراق، وتعزز مناعته أمام محاولات التفكيك الثقافي والفكري .
ويؤكد أن الحفاظ على الهوية الإيمانية يعني الحفاظ على حرية الإنسان وكرامته، وعلى قدرته في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدراته، وهو ما يجعل من الوعي بالهوية مسؤولية جماعية لا تقل أهمية عن أي شكل آخر من أشكال المواجهة.
ختاماً
تقدّم رؤية السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله حول الهوية الإيمانية طرحاً فكرياً وسياسياً متماسكاً، فهو يضع معركة الوعي في صدارة المواجهة مع مشاريع الهيمنة، إنها دعوة صريحة لإدراك طبيعة الصراع، والتمسك بالهوية بوصفها خط الدفاع الأول، وأداة التحرر الحقيقي، والأساس المتين لبناء إنسان حر، واعٍ، ومسؤول في مواجهة التحديات الراهنة.
يمانيون