أفق نيوز
الخبر بلا حدود

إلى دواعش تعز .. الانتصار بالأخلاق وليس بالسحل

169

كتب/ حسن الوريث

منذ بدء العدوان السعودي على اليمن وحتى اليوم تم الإعلان عن تحرير تعز وانتصارها لأكثر من مرة وفي كل مرة كان من يسمون أنفسهم بالمنتصرين يأخذون الأبرياء والمساكين من المواطنين أبناء المناطق التي يدخلون إليها ويجمعوهم في أماكن عامة ويقومون بقتلهم وسحلهم والتنكيل بهم ونهب مساكنهم وحرقها .

هذه التصرفات تلقى رواجاً من قبل بعض الناشطين والإعلاميين والصحفيين والحقوقيين الذين ينتسبون إلى محافظة تعز ويتفاخرون بها بل ويصورون عمليات الإعدام والسلخ والذبح والصلب والسحل كفتوحات وانتصارات عظيمة ويتباهون بنشرها على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي دون حياء أو خجل ما يعبر عن سقوط قيمي وأخلاقي وإنساني وديني للجميع سواء أولئك المرتزقة وعملاء العدوان أو هؤلاء الذين يقولون أنهم من الصحفيين والإعلاميين وحين يتم دحر المرتزقة والعملاء من تلك الأماكن والمواقع واستعادتها من قبل الجيش واللجان الشعبية يعود أولئك للتباكي على تعز وحصارها وبأنها مظلومة ولا بد من تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لإنقاذ تعز وهكذا .

تعز تنتصر شعار يتردد كلما ارتكب أولئك المرتزقة مجازر جديدة وجرائم سحل وتنكيل وحرق وإبادة فهذا هو مقياس الانتصار لدى من يسمون أنفسهم مدافعين عن الحرية والكرامة وعن تعز التي أدخلوها في هذا الوضع وسلموها للجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش والجماعات المسلحة التي تستبيح كل شيء بحجة الدفاع عن تعز وهم لا يعرفون أنهم أغرقوا هذه المدينة الحالمة التي كانت في يوم من الأيام مدينة للثقافة والتسامح لكنهم بغبائهم وحمقهم حولوها إلى مدينة للقتل والإرهاب .

تعز انضمت إلى المثلث الذي يراد له ان يكون هكذا فهناك ثلاث مدن عربية تحولت إلى عواصم للإرهاب والقتل استلمتها التنظيمات الإرهابية وهذه المدن هي الموصل العراقية وحلب السورية وتعز اليمنية ليكتمل المخطط الذي يراد منه إنشاء مراكز للإرهاب فالموصل التي كانت تسمى أم الربيعين اصبحت منذ سيطرة داعش عليها مدينة الخريفين ومصدر للرعب والقتل والإرهاب وحلب التي كانت تسمى الشهباء ومن أهم المدن الصناعية في العالم العربي تحولت إلى مدينة الأشباح والدمار بسبب سيطرة التنظيمات الارهابية عليها ومدينة تعز التي كانت تسمى الحالمة ومدينة الثقافة صارت مدينة الكوابيس والقتل والسحل وبالتالي فقد صارت هذه المدن الثلاث التي كانت عواصم الحب والصناعة والثقافة إلى عواصم يتم تصدير الارهاب منها ويتخرج منها أعتى المجرمين والقتلة وهذا المخطط لهذه المدن الثلاث يأتي ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يعتمد على تقسيم وتفتيت الدول وإنشاء كيانات إرهابية في بعض الدول لتصدير الإرهاب إلى بقية المناطق لذلك فقد تم تسخير الامكانيات الكبيرة لتنفيذه .

هل يمكن أن يكون لأصحاب مقولة تعز تنتصر كلمة في تطهير هذه المدينة من التنظيمات الإرهابية لكني متأكد أن هؤلاء إما منتفع من هذه الأوضاع ويسير ضمن المخطط ويستلم الثمن أو مندفع بعاطفة غبية تجاه وضع لا يمكن أن يحقق الأمن والاستقرار لهذه المدينة التي نحبها جميعاً ونتمنى أن تكون مثالاً للتسامح والثقافة والمحبة بين أبناء الشعب اليمني الواحد ويمكن أن اسأل هؤلاء الذين يندفعون تجاه تفتيت تعز وتدميرها هل يمكن أن تسمح لكم تلك التنظيمات التي تسيطر على تعز بالعيش الكريم هناك بكل حرية وأمان ؟ وهل يمكن ان يسمحوا لكم أن تتحدثوا بكل حرية عن أرائكم دون ان يكون مصيركم القتل والسحل والصلب ؟ وهل سألتم أنفسكم ما الذي تحقق لتعز جراء سيطرة هذه التنظيمات الإرهابية ؟ ألم تدخل تعز في دوامة العنف والخراب والدمار ثم هل يمكنكم لو تحررت تعز كما تقولون أن تعود هي مدينة الثقافة والعلم والتسامح أم انها ستظل تحت ظل هذا الإرهاب مرتع للقتل والدمار كما يحصل في حلب والموصل وبالتأكيد أن الانتصار بالتسامح والأخلاق وليس بالقتل والسحل والصلب.

صحيفة الثورة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com