أفق نيوز
الخبر بلا حدود

معادلة ..

104

زينب الشهاري

هل تراني أصعر خدي عنها و أغض الطرف عن أوجاعها و أصم أذني عن سماع أنينها.. أم هل تراني أكبل نفسي في حبال التجاهل و التغافل و أسبح في لجج اللامبالاة و أزرع نفسي نبتة غريبة في ساحات آلامها و كأن ما يلم بها من وجع لا يعنيني في شيء فأقف موقف المتفرج و أكون محايدا عن نصرتها و إغاثتها و دفع الضيم عنها..

أم هل أشارك في غرز أشواك السم في جسدها.. بل و أستل خنجر الخيانة و أثخنها بطعنات الغدر بكل برود بل و سرور… و هل أكون ممن أذعنوا و انصاعوا لنباح الكلاب الطامعين فيها و أكون يدهم النجسة المخربة و عبداً يدفعون بي بثمن بخس لأمهد لهم طريق الطمع إليها و لا يلقون بالاً إن مت فيدعون جثتي جيفة تأكلها وحوش السماء و الأرض بعد أن كتبت علي ميتة سوء و لعنة و خسران في الدنيا و الآخرة فلا أكون سوى خرقة بالية استخدموها و رموها ليحققوا بها مآربهم…

أم هل أكون ممن عميت قلوبهم و أداروا ظهورهم عن صوت الحق و جندوا أنفسهم لمواجهة أهله و انخرطوا يقاتلون في صفوف الشياطين فما ربحت تجارتهم و ما حازوا إلا التنكيل على أيدي أنصار الحق و أنصارها..

أم هل أكون من أبواق الفتن الساعين لنشر الشحناء و القلاقل و زرع بذور الضغينة و أشعال نيران العداوة و الكراهية في النفوس و أساعد عدوها في ضرب وحدة صفها و تلاحم أبنائها..

لا… لم و لن أكون… فما زال صوت النخوة يعلو داخل روحي و لا زالت دماء الشهامة تجري في عرقي و ما زال قلبي ينبض بالولاء و الانتماء و ما زالت روحي متشبعة بنور الحق و ما زالت عيناي ترى نور اليقين… و ما زالت نفسي متشربة ثقافة القرآن ..فكنت من السباقين لارتياد ميادين البطولة و اعتمار إكاليل البطولة.. فسخرت نفسي جنديا يحمي حماها و نصبت نفسي درعا يقيها الخطوب و الرزايا و نصلا يذيق عداها حر التنكيل و لم أبالي بتواني المتخاذلين و لا نفاق الأفاكين و لم تهمني مصلحتي و لم أجري وراء راحتي… دفعت بنفسي و تجشمت كل عناء و استسغت كل تعب لأراها تتقلب بين كفي الأمان لا يمسها سوء فلم أكن يوما ممن يولون الدبر عند احتدام المعارك و لم أكن يوما من الخوالف عند اشتداد الملاحم فناصرتها ووهبت مهجتي هدية تذود عن حياضها و استرخصت حياتي لتدوم لها حياة الشرف و العزة و طمعت في حياة الخالدين و تاقت نفسي إلى ما وعد الله الشهداء من كرامة و فزت الفوز العظيم… أنا ((شهيد اليمن))…

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com