أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ثمار الثورة

95

زينب الشهاري

ما زلت حية في تربة قلوبهم و أنا من زُرِعتُ بذرة من رحم آمالهم و طموحاتهم… لطالما سقوا عروقي المتجذرة في أرواحهم دماءً من نزف شرايينهم لأظل شعلة لا تنطفأ و شجرة نضرة ينتظرون جني قطافها و صلبة متينة لا تساقط أوراقها رياح خريف أو صقيع شتاء…قلموا و شذبوا الغصون التي خرجت عن المسار و بقيت أنمو و أكبر مع كل نبض قلب وفي و كل نَفَسٍ ثائر… كم من أيادٍ طامعة استلمت الأجور لتجتثني شتلةً صغيرة و ترميني للذبول..

لكن أيادي الحب و الصمود قطعت بفؤوس الإرادة تلك الأيدي فلم يعد لهم إلي سبيل… فاختارت نفوس الشر أن يجمعوا كيدهم و فلول حقدهم و يحرقوا من أعيش في حشايا فؤادهم بنيران حديدهم فأُقتَل معهم… قتلوا الكثير و لم يعلموا أن أجساد من استشهدوا استحالت سماداً يغذيني في قلوب البقية الثائرة فازددت نماءً و اشتد عودي و أورقت أغصاني و تعمقت جذوري في قلوبهم أكثر و أينعت زهوري التي توعد بالحصاد و ازداد أعزائي بأساً و صلابة…

يأملون أن ينتزعوني من صدور الأحرار ليسلبوهم حريتهم و يسيروهم قطعاناً من عبيد و يزرعوا بدلاً عني بذور الاستكانة و الخضوع في قلوبهم… لكني أنا ثورة الأحرار ثورة الحادي و العشرين من سبتمبر بحكمة القيادة و بعزيمة و شكيمة الثوار الذين خلعوا ثوب الوصاية و التبعية فأسقطوا رموز الفساد و العمالة الذين فروا نحو أسيادهم كالجرذان و أزاحوا المستحوذين من مراكز النفوذ و حاربوا أزلام الشر و مضوا ينشدون الاستقلال و يناضلون من أجل السيادة سأظل تلك الشمعة التي تحرق أيادي البغاة و تنتصر لهذا الشعب المظلوم…

فلا مكان بعدي أنا ثورة الحادي و العشرين من سبتمبر لعملاء و لا مكان لوصاية خارجية أو تبعية عمياء و تبقى الكلمة الأولى و الفصل هي للشعب الذي يملك الحق في تحديد مصيره و بناء دولته الحديثة التي تكفل الحريات و تضمن الحياة الكريمة لأبنائه فيبني الشعب أسس العدل و يسير على النهج القرآني القويم و بذلك يستنشق الحرية و تفك قيوده بعد سنين من أسر الاستعباد.. و ما زال الشعب يكافح و يواجه حتى يسحق العدوان و يحصد ثمار ثورته المستمرة حتى النصر..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com