أفق نيوز
الخبر بلا حدود

مستشفيات غزة.. لم تعد ملاذاً آمناً للمرضى

37

أفق نيوز| تقرير| محمد الكامل| المسيرة : تحت صوت الانفجارات ورائحة البارود، لم تعد المستشفيات في قطاع غزة ملاذاً آمناً للمرضى والجرحى الهاربين من جحيم العدوان الصهيوني على القطاع.

وانهارت المنظومة الصحية الفلسطينية بشكل كلي؛ نتيجة القصف الصهيوني، وفي بعض الحالات، تم استهداف الأطباء والممرضين أثناء أدائهم لمهامهم، حيثُ اضطروا لمغادرة أقسام الطوارئ تحت شدة القصف والاستهداف المباشر.

قصص مؤلمة

في مشهد مؤلم تحدث الدكتور أحمد سعيد، يعمل في مستشفى الإندونيسي، والذي تعرض للاستهداف أكثر من مرة حتى خرج عن الخدمة، من قبل قوات الاحتلال، عن لحظات الإخلاء الأخيرة: “كنت أقوم بعمل جراحة خطيرة قبل أن أسمع صوت الانفجار، لم يكن أمامنا وقت لإنهاء الجراحة أو حتى نقل المرضى، فلم يكن أمامنا إلا الهرب”.

من جهتها تقول لمياء، ممرضة تعمل ب مستشفى الشفاء: “إنه تم إجبارهم على مغادرة المستشفى بعد مطالبات بالإخلاء خشية الاستهداف من قبل قوات الاحتلال الصهيوني”.

وتشير الممرضة لمياء إلى أنها الآن تساعد في عمل الإسعافات الأولية من داخل مركز إيواء عبارة عن مدرسة ممتلئة بالنازحين.

ويقع مجمع الشفاء الطبي أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، بالمنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة، وقد تعرض إلى الاستهداف المباشر بعد سته أشهر من بداية العدوان الصهيوني على غزة، ومن ثم الاقتحام في مارس 2024 والسيطرة عليه لمدة أسبوعين.

وقبل الانسحاب من مستشفى الشفاء قام العدوّ الإسرائيلي بإحراق وتدمير كل الأجهزة والمستلزمات الطبية فيه، وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أنه تم انتشال أكثر من 300 جثة من أرجاء المستشفى، وظهرت على بعضها علامات التحلل.

نور يتيمة وحيدة

وعن قصص الحالات والجرحى التي واجهها، يروي الدكتور أحمد سعيد قصصًا كثيرة من غزة، مثل حالة الطفلة نور، إذ يقول عنها: “تم إحضار نور إلى مستشفى الإندونيسي في ليلة دامية وقد دخلت في غيبوبة؛ بسبب نزيف في الدماغ، وظلت في وحدة الإنعاش، وبفضل الله عز وجل، ثم الفريق الطبي استطاعت أن تستعيد وعيها”.

ويضيف: “في ظل هذا كله، لا تعرف نور ذات الست سنوات أنها ستعيش ما بقي من حياتها يتيمة وحيدة”. مردفاً: “بعد خروجي من مستشفى الإندونيسي، وعودتي إلى مستشفى “شهداء الأقصى” ظل قلبي متعلقاً بالصغيرة نور وكنت اسأل عن حالها كل يوم، حتى فوجئت خلال زيارتي اليومية للمرضى أنها بينهم، فقد نقلوها من الإندونيسي وفرحت أيما فرح لرؤيتها”. متابعًا: “هذا هو حال أطفال غزة، هناك حقوق للأطفال في كل مكان،إلا في غزة”.

استهداف متعمد

عمد العدوّ الإسرائيلي على استهداف ممنهج للمنظومة الصحية في القطاع؛ فمنذ بداية حرب الإبادة الصهيونية، استهدف أكثر من 700 مرفق صحي في غزة بهجمات مباشرة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، من بينها مستشفيات كبرى كـالشفاء وناصر والمستشفى الإندونيسي، إضافةً إلى سيارات إسعاف، وعيادات متنقلة، وملاجئ طبية مؤقتة.

وتشير تقارير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن 94% من مستشفيات غزة تضررت، وقُصف 23 مستشفى من أصل 38، ما أدى إلى توقف معظمها عن العمل، بالإضافة إلى استشهاد 1580 من الكوادر الطبية بينهم 150 طبيبًا و221 ممرضًا، واعتقال المئات، وسط ظروف عمل قاسية، وانقطاع مستمر للكهرباء والمياه والإنترنت، مع تفاقم معاناة المرضى والطاقم الطبي في آنٍ واحد.

وفيات يومية وخدمات متوقفة

وعلى مدى 100 يوم ألقى إصرار العدو الإسرائيلي إغلاق المعابر في قطاع غزة بظلاله على القطاع الصحي وتوقف الكثير من المستشفيات والخدمات الصحية؛ نتيجة نقص في الوقود والأدوية من جهة، وتأثر عدد كبير من الجرحى وأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى الكلى والسرطان.

ويصف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور خليل الدقران، الواقع الصحي بالكارثي والمأساوي، الذي لا يحتمل منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، والإصرار الصهيوني على استمرار منع دخول الوقود والمساعدات الطبية، وإغلاق المعابر منذ 3 أشهر.

ويؤكّد أن الحصار وإغلاق المعابر أثر بشكل كبير على أصحاب الأمراض المزمنة، حيث إن هناك أكثر من 250 ألف مريض مزمن في خطر مباشر بسبب إغلاق المعابر وندرة الأدوية، خاصة مرضى الكلى والقلب والسرطان والسكري، الطواقم الطبية تعمل تحت ضغط هائل وسط نقص حاد في المياه والكهرباء وأدوات العمل، وتعرض الكثير من العاملين في الصحة للقتل أو الاعتقال.

ويحذر من أن أكثر من 60 % من غرف العمليات خرجت عن الخدمة بسبب نقص الوقود وقطع الغيار المتبقية والافتقار للأدوات الجراحية والأدوية الحيوية مثل أدوية التخدير، بالإضافة إلى منع المرضى من السفر للعلاج في الخارج؛ ما يجعل آلاف الحالات في خطر دائم، مشددًا على أنّ هذا يضاعف من معدلات الوفيات؛ بسبب تأخير العمليات الجراحية الضرورية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com