السيد حسن نصرالله.. الحاضر فينا رغم الغياب
أفق نيوز|
وفاء الكبسي
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله-رضوان الله عليه- تعجز الأقلام عن الكتابة، فكيف يمكن لكلماتي أن ترثي أسطورة بكامل صفاتها، وتندب الفضيلة في أطهر تجلياتها الذي أنجبته الأرض وأشتاقت له جنان الخلد؟!
مر عام منذ فقدت الأمة حاميها وسدها المنيع سماحة الأمين الشهيد الأقدس السيد حسن نصر الله وحلت الخسارة على كل المستضعفين في غزة وكل العالم، ومازال الوجع قائمًا لم يهدأ فمازالت أنفاسنا تحترق وأرواحنا تتمزق وقلوبنا تنفطر على فراق سيد المقاومة، فليس من الهين أن يطاوعني قلمي في الكتابة عن بطلًا كربلائيًا، بل جبلًا بوزن السيد الشهيد كان صمام الأمان للمنطقة من استباحة العدو الصهيوني لها، فالعيون مازالت تذرف شلال الدموع والحروف تأبى أن تنقاد لترثي ذاك الضرغام المعمم؛ لأن المصيبة أكبر من قدرة الأقلام على استيعابها وطاقة القلوب على تحملها، فنحن لم نكن نرى هذا القائد العظيم بأبصارنا بل ببصائرنا، ولم نكن نحبه بقلوبنا بل بضمائرنا، ولم نكن نسمعه بآذاننا بل بآمالنا وعقولنا وكافة حواسنا، ولكن يبقى عزاؤنا فيه هو وجود قائدنا الهمام الحر الحبيب السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- الذي كلما سمعنا بلاغة خطاباته وجزالتها وكيف أنها تثير حماسنا وحميتنا وتسحرنا وتحركنا نحو جهاد عدونا الأزلي الذي هو أوهن من بيت العنكبوت، وتُعيد للأمة الأمل بعد أن وصلت لليأس، فنحمد الله تعالى عليه وندعو الله أن يأخذ جُل أعمارنا ويمد في عمره الشريف، لأنه القائد العظيم ورجل هذه المرحلة الحرجة والاستثنائية في تاريخ الأمة والقضية الفلسطينية؛ ولأنه يمثل الوجه الحقيقي للعزة والكرامة العربية والإسلامية الصادح بسلاح الإيمان وصوت الحق الهادر رافعًا راية الوعد الصادق الذي لن يتراجع ولن ينكسر أمام كل الأخطار ومؤامرات الأعداء، ففي حضرته تشتعل الوجدان نورًا لا ينطفئ، وفي حضرته نؤكد المضي على توجيهاته ونهجه ودربه التي هي درب الشهيد السيد حسن نصر الله في مناصرة القضية التي دفع دمه قربانًا لها في سبيل الله وأننا سنظل على عهده حتى النهاية .
في الذكرى سيبقى سماحة الشهيد حاضرًا في قلوبنا وقلوب كل الأحرار رغم الغياب، الحاضر فينا بالانتصارات الكبرى التي تحققت على يديه ورسخها بدمائه، الحاضر فينا بكلماته الخالدة وإرثه العظيم الذي تركه لنا على مدى سنوات جهاده وانتصاراته على العدو الصهيوني التي عجزت جيوش العرب بجحافلها عن عمل ولو جزء صعير مثله، وستبقى ذكراه شاهدة على أن العطاء في سبيل الله أعظم من كلّ الكلام، وأن من يقدّم نفسه قربانًا من أجل دينه ومن أجل القدس وفلسطين وغزة وشعبها يحيا خالدًا وإن غاب جسده الطاهر، فماتزال مبادئه وقيمه نحملها على أكتافنا وفي عقولنا وقلوبنا، وسنظل ماضون عليها حتى وأن قطعت رقابنا وفصلت أجسادنا، فسلامٌ على روح ما غادرتنا وإن غاب الجسد، سلام على سيد خط بدمه معنى الكرامة ورسم بصلابته ملامح العزّة، سلام على شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، في زمن عز فيه الرجال، وسلام على من ارتقى ليبقى اسمه أبدًا عنوانًا للجهاد والمقاومة واليقين بنصر الله الحتمي، مؤكدين أننا على العهد باقون مادام فينا دم.