أفق نيوز
الخبر بلا حدود

البراءة من أعداء الله وأهميتها في كسر نفسياتهم

28

أفق نيوز|

يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة: من الآية 4]، يصبح إعلان الموقف من أعداء الله، الصادِّين عن سبيل الله، المحاربين للحق، والبراءةُ منهم، والمباينةُ لهم، من أهم المسؤوليات، التي تتعلق بتعبيرنا، بحديثنا، بكلامنا الذي يُعلن عن حقيقة موقفنا، ويصبح مسألةً مهمة، فيقدم الله لنا الأسوة الحسنة، في إبراهيم والذين معه؛ لأنهم قالوا وأعلنوا موقفهم، وَعَبَّروا عنه بكل وضوح، وبكل قوة، وبكل ثبات.

فنجد في كل هذه المقامات، الأهمية الكبيرة للكلمة، الأهمية الكبيرة جدًّا لكلمة الحق، كجزءٍ من جهادنا، من مسؤولياتنا المهمة، في الأمر بالمعروف، في النهي عن المنكر، كذلك في المراحل الحساسة والصعبة جدًّا، التي نُعَبِّر فيها عن ثباتنا على الحق، وعن تمسكنا به.

 

في هذا الزمن أيضًا، للكلمة، والموقف الذي نُعَبِّر عنه بالكلمة، أهمية كبيرة جدًّا، في مواجهة طاغوت العصر، وأئمة الكفر، المتمثل بأمريكا وإسرائيل، وحلفائهم، وأعوانهم، وجنودهم، وأنصارهم، وبالذات أن هذا الزمن أصبحت الحرب الإعلامية فيه، والدعائية، والثقافية، والفكرية، تحتل مساحةً كبيرة وجزءًا أساسيًا من المعركة والصراع، فيصبح للموقف، للحديث، لكلمة الحق، في هذا السياق، المُعَبِّر عن الإيمان، المُعَبِّر عن الموقف الإيماني، يصبح له أهمية كبيرة جدًّا.

ولربما في هذا الزمن أصبح هذا الجانب: الحرب الإعلامية، وما يتبعها، والحرب الثقافية، حرب الكلمة، بأكثر من أي زمنٍ مضى، مع أن أعداء الله- في كل زمن- هم يسعون عبر التضليل، عبر هذه الوسيلة، أن يصدوا عن سبيل الله، أن يحاربوا الحق، أن يضلوا الناس، أن ينحرفوا بهم عن نهج الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، كما قال الله عنهم: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[الصف: الآية8] ، فهم كانوا على الدوام- في كل عصر، في كل زمن- يستخدمون أفواههم، بما يقدمونه من ضلال، من دعايات، من حربٍ نفسية، من تقديمٍ للباطل، من تقديمٍ للشُّبَه، من وعيد، وتهديد، وإغراء، وغير ذلك، مما يُعبَّر عنه في سعيهم للانحراف بالناس عن نهج الله، وإطفاء نور الله، كانوا يحاولون في كل زمن، ولكن في هذا الزمن الإمكانيات أكثر، والوسائل المتنوعة لخدمة هذا الهدف أكثر بكثير مما قد مضى.

وهذا يبين أهمية هذه المسألة في هذا الزمن، وقيمة أن تقول كلمة الحق، بل هي من النعمة عليك، إذا كان جزءًا من جهادك، وجزءًا من أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، أن تقول كلمة الحق، فهي أيضًا جانب أساسي من جهة، وعمل سهل، لكنه مهم، وقيمته كبيرة من جهةٍ أخرى، وكما في المراحل الصعبة، التي فيها غربة، وقلة أنصار، وقلة استجابة، لتبنِّي الموقف الحق، والتعبير عن الموقف الحق، والانطلاقة في الموقف الحق، لهذا أهمية كبيرة جدًّا، هناك أيضًا أهمية في الزمن الذي يصبح للتعاون على كلمة الحق، وفي كلمة الحق، وفي الاتجاه في كلمة الحق، أهمية كبيرة جدًّا؛ لأنه عندما يكون هناك تحرك واسع، في إطار كلمة الحق، والموقف الحق، والتعبير عن الموقف الحق، يكون لهذا أهمية، وهذا ملحوظٌ في هذا الزمن بشكل كبير، التوجه الجماهيري الواسع، الذي يُعَبِّر الناس فيه عن كلمة الحق، وعن تأييدهم للحق، وعن تمسكهم بالحق، هذا يخلق هزيمة كبيرة، ويترك هزيمة كبيرة، ويأسًا كبيرًا، لدى أهل الباطل، لدى الطاغوت؛ فلذلك يُعتبر هذا من التعاون على البر والتقوى، وعمل ميسَّر، عمل سهل، أحيانًا يخرج الناس بشكل واسع جدًّا، في مسيرات جماهيرية واسعة جدًّا، لكنها تُعَبِّر عن هذا الموقف الحق، فيصبح لهذا أهمية كبيرة، في أن يصنع يأسًا في قلوب الآخرين من الأعداء، وأن يكون له تأثير كبير جدًّا في دعم المستضعفين، فهذه مسألة تمثل أهمية كبيرة جدًّا.

 

السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

المحاضرة الرمضانية الثالثة والعشرون: 25 رمضان 1444هـ