عبدالرحمن غيلان

حينما بادر مجموعة من المثقفات والمثقفين لتدشين انطلاق الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان منذ أفرغ الصلَف السعودي الأمريكي الصهيوني حمولته الغادرة الظالمة على هذا الوطن الشجاع الصابر المجالد .. لم يكن لهم من هدفٍ سوى حشد الجموع المثقفة الغفيرة من أبناء اليمن تحت مظلة الصمود والنضال ضد هذا العدوان الغاشم .
واليوم وقد تبلور هدف الجبهة إشهاراً وفاعليّة منذ الشهر الأول للعدوان , ونما زهو المنتسبين لها والمتضامنين مع أطروحاتها الصادقة للوقوف صفاً واحداً ضد العدوان اللعين , فإنها ماضية صوب تحقيق الحلم الأكبر وهو الخلاص من الخذلان الداخليّ ، وزرع الولاء لله ثم للوطن ثم للإنسان اليمنيّ المتعالي على كلّ الصغائر، والمنطلق صوب بناء وطنه بعيداً عن الأحقاد والضغائن التي راهن عليها العدوّ وتحالفه البشع ضد هذا الشعب العظيم .
إننا في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان لنعوّل على اتحاد القلوب في الداخل لتثمر جداراً صلباً تتفتّت عليه كل مؤامرات الخارج وعدوانيته المقيتة بكافة أشكالها المادية والمعنوية .
إنّ ما أحدثه نظام آل سعود وتحالفه العقيم من هتكٍ وتدميرٍ وقتلٍ ومحاولة إبادة لليمن أرضاً وإنساناً , ليدعونا إلى المضيّ قُدماً في مواجهته دون تقاعس ، ويدعونا كذلك للعودة إلى حضن الوطن الآمن بعيداً عن الانجرار للعداء الدينيّ والسياسيّ والمجتمعيّ الذي يراهن عليه هذا الصلَف المستكبر .
وفي هذا الصدد يجب علينا أن نشكر كل من وقفوا مع اليمن وما زالوا من كل قُطرٍ عربيّ وأجنبيّ ، إذ أشعلوا أرواحهم وحناجرهم لأجل هذا الوطن .. لأجل هذا الصمود الذي راهنوا عليه ولن يخسروه محبةً وضوءاً وامتنانا .
وليعلم العدوّ الجبان بأنّ الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان جاءت امتداداً وأثراً شاهقاً لأولئك الرجال الأفذاذ وهم يسطّرون أرقى وأبلغ البطولات في الذود عن كرامة هذا الوطن ، ويلقّنون العدوّ الحاقد في عقر دارهِ أسمى معاني الوفاء لوطنٍ أثقله جحود وخذلان بعض أبنائه المراهنين على الغزاة بتدمير أنبل ما فيه .
وهذا المدد الثقافيّ الرائع في مسيرة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان يرسم اليوم اكتمال دائرة الكرامة دفاعاً عن اليمن الكبير مع كل الجبهات المنطلقة في طريق العزة والصمود .. وعليه فلنتوحّد في مسيرتنا لنبلغ غايتنا كما يحبّ هذا الوطن ويرضى .