أفق نيوز
الخبر بلا حدود

قصة صاروخ اليمن الفرط صوتي والفوضى التي خلّفها داخل كيان العدوّ الإسرائيلي

104

أفق نيوز | إبراهيم العنسي| : واااو واااو واااو… ما كُـلُّ هذا الانفجار؟! صاروخكم لم يهزنا بل هز “كيان” (إسرائيل) بكله… هكذا تداول الشارع الصهيوني الحدث.

سَرعانَ ما أطلقت صفّاراتُ الإنذار في كُـلّ اتّجاه، وأمام مرأى المسافرين في مطار اللد (بن غوريون)، كان صاروخُ اليمن الباليستي ذو الحمولة والرأسِ الكبير يهوي ويطلقُ تفجيراتٍ متتالية، وسبقه مشهدُ ملاحقة أنظمة الدفاع الإسرائيلية في أجواء فلسطين المحتلّة، بينما كان ثلاثةُ ملايين مغتصِب إسرائيلي يهرعون بحثًا عن أقربِ الملاجئ للاختباء، حَيثُ امتزجت حالةُ الاستنفار في أجواء يافا مع حالة الهلع التي خلّفها صاروخ يمني باليستي، تصاحبها نوبةُ صُراخ وضجيج للمغتصبين الصهاينة الفارِّين بكل اتّجاه.

في مطار بن غوريون، سمع مراسلُ “رويترز” صفارات الإنذار وشاهد ركابًا يركضون نحو غرف الأمان.

فيما نشر أشخاص داخل المطار مقاطع فيديو صوّرت هواتفهم الذكية عمودًا من الدخان الأسود مرئيًّا بوضوح في مكان قريب، خلف طائرات متوقفة ومباني المطار، كما نقلته “رويترز”.

سرعان ما توالت تداعيات الحدث على عجل. نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رئيس لجنة موظِّفي هيئة الطيران المدني قوله: إن “هناك مصابًا جراء سقوط الصاروخ بالقُرب من مبنى الركاب رقم 3″، في حين وثَّقت مِنصاتُ التواصل مشاهدَ قالت إنها للحظة سقوط الصاروخ.

قالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية “نجمة داوود الحمراء” إنها عالجت ستة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة.

وقال صحافي من وكالة “فرانس برس” كان داخل المطار وقت الهجوم إنه سمع “دويا قويا” حوالي الساعة 9:35 صباحا، مضيفا أن “الصدى كان قويا للغاية”.

لقد دوّت صفارات الإنذار في منطقة الوسط. ونقل الإعلام الإسرائيلي أنّ صواريخ الاعتراض “لم تنجح في اعتراض الصاروخ”، الذي “أجبر ملايين الأشخاص في المنطقة الوسطى على اللجوء إلى الملاجئ”.

وتحدثت “القناة 12” لكيان العدوّ أن كُلًّا من شركات الطيران السويسرية والنمساوية والأسترالية والأُورُوبية أعلنت إلغاءَ الرحلات الجوية إلى (إسرائيل)، فيما علَّقت شركة لوفتهانزا الألمانية رحلاتِها الجوية إلى تل أبيب اليوم.

وإلى جانب هذا، عادت رحلاتٌ أردنية وهنغارية وهندية أدراجَها بعد أن كانت تستعدُّ للهبوط في مطار اللد “بن غوريون” المحتلّ في تلكَ الساعة.

مع كُـلّ هذه الجلبة التي تركها صاروخُ اليمن الباليستي داخلَ كَيانِ العدوّ، أُلغِيَ اجتماع المجرم نتنياهو مع مجلس وزرائه الأمني، وظهرت الفوضى والرعبُ وحالة الهلع الشديدة في الداخل الإسرائيلي، حَيثُ تتأكّـدُ هشاشةُ هذه البيئة المحتلّة المستندة على قوة ودعم أمريكا وجزءٍ من أُورُوبا… وهي بهذا الوضع الذي يتكرّر مع إطلاق صفارات الإنذار من وقت لآخر، ووصول صواريخ اليمن تواليًا، تعيدُ مشاهد الإذلال المرتبطة بطبيعة المغتصِبين الصهاينة ومجنَّدي وضباط الجيش الإسرائيلي المحتلّ، حَيثُ أظهرت هذه المشاهد حقيقةَ تركيبة العنصر الصهيوني الذليل والغادر منذ بدء حرب غزة وحتى اليوم.

فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية الأمريكية:

أربع طبقات لأنظمة الدفاع يعتمدُ عليها العدوُّ الإسرائيلي لحماية المغتصبات والمدن المحتلّة، جميعها فشلت، بما فيها المنظومات الأمريكية التي تنتشر من البحر الأحمر ومنها منظومة إيدجيس، حَيثُ تتمركز على المدمّـرات الأمريكية وتُستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية والجوالة وأنظمة الدفاع الأمريكية الخَاصَّة بأسطول الولايات المتحدة الخامس والمدمّـرات الأمريكية وحاملات الطائرات الأمريكية ومنظومات الدفاع الصاروخي والجوي.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن منظومتَي “ثاد” الأمريكية و”حيتس3″ الإسرائيلية حاولتا اعتراضَ الصاروخ اليمني، لكنهما فشلتا، في وقت توجّـه ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.

وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن “الصاروخ اليمني تجاوز 4 طبقات من الدفاع الجوي الإسرائيلي وسقط في قلب المطار، مخلِّفًا حفرةً بعُمقِ 25 مترًا”، مشيرة إلى أن الرأس الحربي للصاروخ “كان كَبيرًا للغاية؛ مما تسبب في موجة انفجارات هائلة”. تقول “فرانس برس”: إن “الصاروخ سقط على بُعدِ مئات الأمتار من مدرج المطار”.

طبقاتُ الدفاع الإسرائيلية التي تجاوزها الصاروخ:

•       القُبَّة الحديدية: نظام دفاع صاروخي إسرائيلي مصمَّم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمدفعية.

•       باتريوت: نظام دفاع صاروخي أمريكي مصمَّم لاعتراض الصواريخ البالستية والجوالة.

•       آرو: نظام دفاع صاروخي مصمم لاعتراض الصواريخ البالستية في الفضاء.

•       نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: نظام دفاع صاروخي متكامل يستخدم لاعتراض الصواريخ البالستية العابرة للقارات.

ومع كُـلّ هذه الكثافةِ في منظومات الدفاع الأمريكية الإسرائيلية وحتى الأُورُوبية، أفشل اليمن كُـلّ تلك التحصينات، وأظهر أن بإمْكَان القدراتِ اليمنية وغير اليمنية أن تصنعَ الفرقَ لصالح مواجهة خطر مشاريع الغرب الصهيوني.

دلالاتُ فشل المنظومة الإسرائيلية الأمريكية:

المسافةُ التي قطعها الصاروخُ الفرط صوتي بخصائصه المعقَّدة للوصول إلى مطار بن غوريون تشير بقوة إلى مدى تطور قدرات اليمن الصاروخية ومدى وسرعة مواكبتها للتحديث والتطوير المستجيب لأية مشاكل أَو عقبات قد تقفُ في طريق وصولها إلى الهدف.

نجاح الصاروخ الذي يحملُ رأسًا كَبيرًا للغاية في الوصول وتجاوز منظومة الدفاع رباعية الطبقات، هو أمرٌ مدهش ومقلق لكيان العدوّ وللأمريكي على حَــدٍّ سواء.

بتجاوز هذا الصاروخ كُـلّ خطوط وطبقات الدفاعات الجوية بدءًا من البحر الأحمر وجغرافية شبه الجزيرة، حَيثُ تنتشر الدفاعاتُ الجوية الأمريكية، فَــإنَّ هذا يشيرُ إلى خصائصَ معقَّدةٍ ترتبط بإمْكَانيات الصاروخ اليمني الفرط صوتي، أهمُّها: امتلاكُ هذا الصاروخ قدرةً كبيرةً على التخفِّي؛ ما يعني استخدامَه تقنياتِ تَخَــفٍّ متطورة جِـدًّا استطاع بها تجاوزَ منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية، وهذا ليس جديدًا؛ فصواريخ اليمن التي وصلت من قبلُ كانت تتمتعُ بتقنيات التخفي، لكن هذا الصاروخ ربما أكثرُ تعقيدًا من سابقاته، حَيثُ يحملُ رأسًا كَبيرًا للغاية، كما أشَارَت وسائل إعلام العدوّ في حديثها عنه.

كذلك سرعته العالية التي تمكّنه من تجاوز منظومة الدفاع الإسرائيلية؛ ولأنه صاروخ فرط صوتي فَــإنَّ سرعته تتجاوز في العموم 5 ماخ وهي أسرع من سرعة كُـلّ صواريخ منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية على حَــدٍّ سواء. والأهمُّ قدرتُه على المناورة وتغيير مساراته خَاصَّةً عند دخوله المجال الجوي واقترابه من الهدف. هذا ما تكشفُه ملاحقةُ منظومات الدفاع لهذا الصاروخ الفرط صوتي لبعض الوقت قبل أن يتجاوزَها بوصوله مطار اللد “بن غوريون” وتحقيقِه لإصابة مباشرة ودقيقة.

ومع تجاوزه لأنظمة الدفاع الإسرائيلية وإصابته للهدف في مطار كيان العدوّ الرئيسي “بن غوريون” فَــإنَّ لهذا دلالاتٍ متعددةً ترتبطُ بمستوى التحدِّي الذي يواجهُه كيانُ العدوّ، حَيثُ تكشَّفت في ضوء هذا الاختراق الكبير للسياج الصهيوني أمورٌ كثيرة، وهي في ذاتها تخلُقُ معضلاتٍ مضافَّةً إلى ما يعانيه كَيانُ العدوّ الهش، أهمُّ تلك الدلالات:

• تآكُلُ الدرع الأمني الإسرائيلي على نحوٍ عميق ومُستمرّ، حَيثُ تأثيرُ العمليات اليمنية ونجاحها؛ صورة واضحة تعزز هذه الحقيقة عن هشاشة “الأمن الإسرائيلي” ومستوياته التقنية التي تجاوزها اليمنُ في مدة وجيزة. في مقابل هذا تعمَّقت الفجوة في الداخل الإسرائيلي؛ إذ أصبحت ثقة الشارع الصهيوني في قادته في أسوأ حالاتها.

هناك تحديات كبيرة جِـدًّا تواجه منظومة الدفاع الإسرائيلية اليوم بعد اختراق كُـلِّ دروعها الحصينة؛ ما يعني انكشاف مجتمع المغتصبين وزوال شعور الأمان الذي ليس بالسهولة استعادته. يمكن تخيل صورة الشارع الصهيوني في حال وُجهت مئات الصواريخ إلى المغتصبات وما يمكن أن تعقبه من تأثيرات عميقة في بنية هذا المجتمع اللقيط.

إظهارُ قدرات اليمن العسكرية المُستمرّة والمتقدمة والتي تمتزجُ مع جغرافيته الصُّلبة كقاعدة قوية لمواجهة الخطر والمشروع الصهيوني العالمي وهزيمته في النهاية.

وعلى خلفية هذا الحدث الذي يشعل حالة الصراع السياسي ويعمق الفجوة في الداخل الإسرائيلي، يؤكّـد الإعلام الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن قيادة منظومات الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي فتحت تحقيقًا عقبَ سقوط الصاروخ اليمني بالمطار. هذا ليس لشيء إلا لتخفيفِ حدة الانتقادات التي ستصُبُّ جامَ غضبِها على المجرم نتنياهو وفريقه الدموي، من قبل معارِضيه في الداخل الإسرائيلي، في محاولة للنيل منه في سياق تنافسها وصراعها المحموم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com