مدينة حيفا .. رئة الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى الصواريخ الإيرانية
أفق نيوز| حيفا التي كانت توصَفُ بـ “عروس البحر” ما قبل قدومِ قُطعان الاستيطان إلى فلسطين، أصبحت اليومَ مدينةَ الرُّعب والخوف؛ فهي اليوم في واجهة الاستهداف والقصف الإيراني.
تعد حيفا من أهمِّ المناطق الحيوية لكيان العدو، فإلى جانب أن فيها أكبر ميناء بحري، تضم هذه المدينة مرافقَ نفطيةً وعسكرية اقتصادية؛ “فحيفا” منطقة استراتيجية تضمُّ منشآتٍ عسكريةً، ومرافقَ صناعية، وتجارية ضخمة، أهمُّها قاعدة “حيفا” العسكرية، المسؤولة عن الساحة البحرية الشمالية، وهي القاعدة البحرية الأَسَاسية في جيش العدوّ الإسرائيلي، وميناء حيفا المدني هو الأكبر في “إسرائيل”.
هناجر صيانة السفن، رصيف ومرسى الغواصات، سفن ساعر 4 – 5، ومبنى وحدة مهمات الأعماق، وتتبع الغواصات، وغيرها من النقاط، والتي تجعل من استهدافها كارثةً خطيرةً على الأمن القومي لكيان العدو، إضافة إلى الخسائر البشرية الهائلة.
والسؤال هنا: ما مخاطر استهداف حيفا من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ وما التأثيرات التي ستلحق باقتصاد كيان العدو؟
قبل مدة نشر حزب الله فيديو “هدهد” عن حيفا، حيث قدّمت المشاهد تفاصيلَ كثيرة عن حظائر السفن، ومبنى في قاعدة بحرية، ومبانٍ تابعةٍ لوحدات النخبة، وأرصفة، وصواريخ هجومية، وسفينة مساعدات، إضافة إلى منشآت رافائيل، بما في ذلك القبة الحديدية، ومستودعات محركات الصواريخ، ومقلاع الغلايات والرادار، والمواقع المدنية مثل الأحياء السكنية والمراكز التجارية.
مخاطرُ كبيرةٌ على المدينة:
صورت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، حال حيفا والخليج في ظل استمرار القصف الإيراني على حيفا، بأنه كارثة ستخلِّفُ مئات القتلى وآلاف الجرحى في الحد الأدنى، وانقطاع التيار الكهربائي لفتراتٍ طويلة.
ومن المتوقع أن تكون هناك مشاكلُ في الاتصالات ونقص في الوقود، إلى جانب أن 60-70٪ من العمال لن يحضروا إلى العمل، بما في ذلك سائقو الشاحنات للإمدَادات الأَسَاسية والمواد الغذائية، وعمال البناء لترميم المباني، وأعضاء هيئة التدريس والموظفين الطبيين”، متوقعة أضرارًا لمخزونات المواد الخطرة، وحرائقَ في مرافق البتروكيماويات، مثل خزانات الغاز، فيما ستركز أنظمة الدفاع على حماية المنشآت العسكرية، ولن تنجح في منع الأضرار التي لحقت بجميع الصواريخ.
وتشير العديد من التقارير إلى أنه إذَا أصاب صاروخٌ، أَو طائرةٌ بدون طيار برميلًا وأطلق الموادَّ الموجودة فيه، فَــإنَّ الخطرَ سيصلُ إلى ربع مليون شخص على الأقل في المنطقة المجاورة، والمعروفة باسم حيفا والكريوت.
ويقول الخبراء والمسؤولون: إن “إسرائيل” لن تتمكّنَ من إخلاء المصانع الخطرة وإنه حتى لو بدأت في نقلها اليوم، فَــإنَّ الإخلاء سيستغرق أشهرًا.
براميلُ بارود:
ويعتبر ميناء حيفا موقعًا استراتيجيًّا خطيرًا؛ بسَببِ الحاويات التي تنتظرُ الشحنَ والصهاريج التي تحتوي على كمياتٍ كبيرة من المواد الخطرة.. هناك أَيْـضاً العديدُ من القواعد العسكرية، ومستودعات الأسلحة في المنطقة الواقعة بين خليج حيفا ومينائها، وكلها براميل بارود. لذلك، فَــإنَّ أدنى شرارة يمكن أن تسبب كارثة.
أما أهم المنشآت التي يخشى العدوّ الإسرائيلي استهدافَها، فيمكنُ ذكرُ جزءٍ مهمٍّ منها وهي:
موانئُ حيفا في وجه العاصفة:
تسودُ كيانَ الاحتلال مخاوفُ كبيرةٌ من تبعات خروج ميناءَي حيفا بعد القصف الإيراني، وتتخوف دوائر صنع القرار في يافا المحتلة التي يطلق عليها العدو تسمية “تل أبيب” من أخطار مواجهة نقص حاد في إمدَادات المواد الغذائية مع استهداف ميناء حيفا وميناء سفن “إسرائيل” المتاخم له، وهما أكبر موانئها.
وتشير صحيفة “ذي ماركر” الاقتصادية إلى أن الاحتلالَ يعتمدُ بشكل مطلقٍ في استيراد المواد الخام التي تُستخدم في صناعة المواد الغذائية على ثلاثة موانئ، وهي حيفا وسفن “إسرائيل” وأسدود.
والمشكلَةُ الرئيسةُ التي تواجهها السفن التي تتوجّـه إلى ميناء أسدود في حال تم استهدافه، تتمثل في أن الآليات والإمْكَانات المستخدَمة في تفريغ حمولة السفن المتجهة إليه غير متطورة بشكل يقلص من إمْكَانية الاعتماد عليه في استيراد المواد الأَسَاسية التي تستخدم في الصناعات الغذائية، مثل القمح الذي يستخدم في صناعة الخبز، والأعلاف التي تُستخدم في تغذية الأبقار والدجاج التي تعد مصدرَ اللحوم الرئيس الغذائية، فضلاً عن الصويا التي تُستخدم في كثير من الصناعات الغذائية.
وبحسب المعطيات التي ذكرتها الصحيفة، فَــإنَّ 75 % من المواد الغذائية تم استيرادُها العام الماضي عبر ميناءي حيفا وسفن “إسرائيل”، في حين أن 25 % فقط تم استيرادُه عبر ميناء أسدود؛ مما يعني أن “إسرائيل” يمكن أن تواجه نقصاً في تأمين استيراد المواد الغذائية بنسبة 75 %.