أفق نيوز
الخبر بلا حدود

القضية الفلسطينية ضحية النظام الرسمي العربي

40

أفق نيوز|

كتب: المحرر السياسي

أقسى وأشد ضربة تعرضت لها القضية الفلسطينية ليست من الصهاينة وحلفائهم أمريكا ودول أوروبا الغربية بأسلحتهم الفتاكة والمتطورة، بل أتت من القادة العرب والمسلمين الذين خذلوا ما كانوا يسمونها في مؤتمراتهم بقضيتهم المركزية.

لقد تآمر حكام عرب ومسلمون، على قضية فلسطين وأصبح ذلك التآمر في العلن واندفعوا يهرولون نحو الصهاينة والأمريكان للارتماء في أحضانهم في تطبيع مذل على حساب القضية الفلسطينية والمبادئ والقيم والأخلاق العربية والإسلامية.

عملت المخابرات الصهيونية والأمريكية والبريطانية لسنوات طويلة في الداخل العربي والإسلامي واستطاعت النفوذ إلى مراكز صنع القرار والسيطرة عليها، وأصبحت تدير العملية السياسية في تلك الدول عن بُعد وتوجهها الوجهة التي تريدها، ويؤكد ذلك التخاذل العربي والإسلامي الذي يحدث حالياً.

والحقيقة المُرة أن تخاذلاً وتواطئاً عربياً وإسلامياً، أصبح واقعاً مؤلماً إلى درجة تقديم المعونات المالية للكيان الصهيوني لتمويل حربه على المقاومة الفلسطينية وتموين مقاتلاته بالوقود لتنفيذ الضربات الجوية ضد مواقع المقاومة من قبل من يسمون أنفسهم بالقادة وهم في الحقيقة يكتبون تاريخاً مُكللاً بالعار، فقد موّل المال العربي الاقتصاد الإسرائيلي وحفظه من الانهيار، ولم يعد المواطن العربي يستطيع التمييز بين العدو من الصديق وهو يرى حكامه يتسابقون لحماية إسرائيل وتقديم الدعم المالي لها وفتح مطاراتهم لمقاتلاتها للتزود بالوقود.

تبرز الجمهورية اليمنية منفردة في دعم القضية الفلسطينية ليس بالقول بل بالسلاح جهاداً، وألحقت بالعدو الإسرائيلي أضراراً فادحة اقتصادية وسياسية جراء إغلاق مطارات وموانئ تحت تأثير الضربات بالصواريخ الباليستية المتطورة.

ركز قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير على العلاقة بين العواصم العربية والعدو الصهيوني من تموين الطائرات بالوقود إلى الممرات التجارية واستقبال الوفود الصهيونية تحت مسمى عمليات التطبيع، الأمر الذي حوّل العواصم العربية إلى مراكز لدعم العدو الصهيوني.

مسألة دعم الجمهورية اليمنية للقضية الفلسطينية ومقاومتها الباسلة خيار استراتيجي صائب لا رجعة عنه مهما كانت التداعيات والنتائج.