أفق نيوز
الخبر بلا حدود

جريمة القرن .. إبادة صامتة ومعاناة مُضاعفة لذوي الاحتياجات الخاصة في غزة

33

أفق نيوز|

تقرير|

سلط تقرير متلفز بثته قناة المسيرة، صباح اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج “نوافذ”، الضوء على مأساة إنسانية مُتفاقمة في قطاع غزة، حيث تتضاعف معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل العدوان والحصار الصهيوني المستمر على مدى عامين.

 وكشف التقرير الذي يحمل عنوان ” جريمة القرن .. ذوو الاحتياجات الخاصة في غزة: استهداف ممنهج وإبادة بصمت” عن استهداف ممنهج لهذه الفئة من المجتمع، في “جريمة قرن” تزيد من بشاعتها وغياب الإرادة الدولية لمواجهتها.

وفي ظل العدوان الصهيوني الإجرامي، تحولت أجساد الآلاف من الأبرياء إلى ضحايا إعاقات دائمة، مما ضاعف بشكل كارثي أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع.

وبحسب التقرير المتلفز فقد ارتفع عدد ذوي الاحتياجات الخاصة من حوالي 58 ألفاً قبل العدوان إلى أكثر من 180 ألفاً، مما يعني أن الإبادة لم تقتصر على القتل، بل امتدت لتُنتج جيلاً كاملاً من المُعاقين، الكثير منهم أطفال سيواجهون تحديات الإعاقة بقية حياتهم.

ويعتمد أكثر من 60% من هؤلاء على أجهزة مساعدة ضرورية للحركة، مثل الكراسي المتحركة والأطراف الصناعية والأجهزة السمعية، لكن مأساة الحصار ونقص الإمدادات أدت إلى تدهور هذه الأجهزة، حيث أن أكثر من نصفها أصبح متهالكاً أو خرج عن الخدمة، مما يفاقم من عزلتهم ويشلّ حركتهم.

وأشار التقرير إلى أن القطاع لا يحتوي إلا على 10 مراكز متخصصة في التأهيل، ما يجعل عشرات الآلاف من ذوي الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية والذهنية بلا خدمات كافية، بما في ذلك إعادة التأهيل، أو فرص التعليم، أو الرعاية الصحية المتخصصة.

 

المأساة الإنسانية المركبة: جوع، مرض، وعزلة

تتجاوز معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة الإعاقة الجسدية لتشمل الجوانب الصحية والنفسية، حيث تُفاقم ظروف الحصار الصهيوني من سوء أوضاعهم.

ويعاني نحو 70% من ذوي الاحتياجات الخاصة من سوء التغذية، نتيجة النقص الحاد في البروتينات والأغذية الطازجة، حيث وهذا النقص يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل خطير، ويزيد من صعوبة تعافيهم من الإصابات.

كما يعاني أكثر من 80% نفسياً من فقدان الأمان، والعزلة، والاكتئاب، وتزداد معاناتهم عند النزوح، حيث يفقدون بيئتهم المألوفة التي كانت مُهيأة لاحتياجاتهم الضرورية، وتتحول خيام النزوح إلى سجون تُكبّل حركتهم وتقتلهم ببطء.

وفي خضم هذا المشهد المأساوي، تبرز إرادة الحياة التي لا تقهر، حيث يواجه الأطفال جروحهم وإعاقاتهم بشجاعة وإصرار، حيث يُبرز التقرير قصة طفل لم يتجاوز السادسة من عمره، فقد رجليه وإحدى يديه، ولكنه يواصل اللعب مع أقرانه. هذه القصة تُلخص حالة الصمود والتحدي، حيث يُواجه أطفال غزة الوحشية الإسرائيلية بإصرارهم على الحياة، مؤكدين أن ارتباطهم بالأرض لا يمكن أن يُقطعه العدوان، مهما كانت التضحيات.

إن ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل هو “جريمة إبادة صامتة” تستهدف الفئة الأكثر ضعفاً في المجتمع،

فإلى جانب القصف والقتل، يُعاني ذوو الاحتياجات الخاصة من صعوبة الحركة، ونقص الرعاية الصحية، والعزلة، والاستهداف المباشر من قبل آلة القتل الإسرائيلية.

هذه المأساة المركبة تتطلب من العالم أن يتوقف عن الصمت، وأن يُدرك أن ما يحدث هو انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الإنسانية.