أفق نيوز
الخبر بلا حدود

السيد القائد يشخّص علل الأمة ويضع معالجاتها في ضوء القرآن والقدوة المحمدية

38

أفق نيوز|

تقرير|

في خطابٍ إيماني وسياسي عميق، أطلّ قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على الملايين من أبناء الشعب اليمني والأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، واضعًا أمامهم تشخيصًا دقيقًا لواقع الأمة المنهك والممزق، ومحددًا بوضوح مكامن الخلل التي أوصلت المسلمين إلى حالةٍ من التبعية والانكسار أمام أعداء الأمة.

لم يقف السيد القائد عند حدود التشخيص، بل قدّم رؤية عملية ومعالجات واضحة ترتكز على العودة إلى القرآن الكريم والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كمنهج حياة، مؤكّدًا أن هذه العودة هي السبيل الوحيد لاستعادة العزّة والكرامة ومواجهة قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا و”إسرائيل”.

 

واقع الأمة.. أمة مقهورة تحت هيمنة الأعداء

شخّص السيد القائد بوضوح حال الأمة الإسلامية اليوم بأنها واقعة تحت الذل والهيمنة نتيجة ابتعادها عن كتاب الله، حيث تحوّل كثير من الحكام إلى أدوات بيد المستكبرين، وجعلوا من مقدرات الأمة وقرارها السياسي رهينة للإرادة الأمريكية والصهيونية.

وأشار إلى أن هذا الواقع ليس قدرًا محتومًا، بل هو ثمرة لسياسات خاطئة وانحرافات خطيرة عن النهج الإلهي، أدّت إلى تعطيل الطاقات الهائلة للأمة، وتفتيت وحدتها، وتحويلها إلى ساحة صراع وفوضى تخدم مصالح الأعداء.

 

غياب القرآن كمنهج حياة.. أصل البلاء

أكد السيد القائد أن ابتعاد الأمة عن القرآن الكريم هو الجذر الأساسي لكل ما أصابها من ضعف وشتات، مشددًا أن القرآن لم يُنزل ليُقرأ فقط في المناسبات أو يُتلى بلا وعي، بل ليكون كتاب هداية ومنهج عمل يوجّه حركة الحياة في مختلف المجالات.

ولفت إلى أن تعطيل دور القرآن جعل الأمة فريسة للأفكار الدخيلة والتبعية الثقافية والسياسية، الأمر الذي أتاح للأعداء التغلغل في مفاصلها والتحكم بمصيرها.

 

القدوة النبوية.. النموذج العملي للنهضة

إلى جانب القرآن الكريم، اعتبر السيد القائد أن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمثل الركيزة الثانية لمعالجة واقع الأمة، فالنبي لم يكن مجرد قائد روحي، بل كان نموذجًا متكاملاً في بناء الدولة، وإقامة العدل، ومواجهة الطغيان، وصناعة أمة قوية.

وبيّن أن العودة إلى السيرة النبوية بمعناها الحي والعملي، لا النظري والشعائري فقط، تضع أمام الأمة خارطة طريق واضحة لإحياء عزّتها واستعادة دورها الحضاري.

 

معالجات عملية.. من الخطاب إلى المشروع

لم يكتف السيد القائد بالتحذير من المخاطر، بل قدّم جملة من المعالجات العملية التي يمكن للأمة أن تسلكها لاستعادة مكانتها، أبرزها:

  • العودة الجادة إلى القرآن الكريم كمنهج للحياة، والتعامل معه كمصدر للتشريع والبناء الحضاري.
  • الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المواقف العملية: في الصبر والجهاد، في بناء المجتمع، وفي مواجهة قوى الباطل.
  • الوحدة على أساس المشروع القرآني، بعيدًا عن العصبيات المذهبية والقومية التي مزّقت الأمة.
  • التحرر من التبعية للأعداء، وامتلاك القرار السياسي والاقتصادي المستقل، بما يعيد للأمة سيادتها.
  • التحرك العملي في مواجهة قوى الاستكبار، وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل، باعتبار المواجهة معهما مقياس الصدق في الانتماء للإسلام.

 

رسالة إلى الأمة.. المولد محطة انطلاق

أكّد السيد القائد أن المولد النبوي الشريف ليس مجرد مناسبة دينية تقام فيها الشعائر والاحتفالات، بل محطة متجددة لإحياء العلاقة برسول الله وتجديد الارتباط بالقرآن الكريم، والانطلاق بمشروع عملي يعيد للأمة دورها.

وختم خطابه بدعوة الأمة الإسلامية إلى اغتنام هذه المناسبة العظيمة للتحرك الجاد في تصحيح واقعها، واستلهام روح التضحية والجهاد من النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله، مؤكّدًا أن اليمن بثورته القرآنية حاضرٌ في هذا المسار، وأنه جزء من المعركة المصيرية للأمة ضد قوى الاستكبار العالمي.