أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هآرتس العبرية: (إسرائيل) تبحث عن مخرج “خلّاق” لردع اليمنيين

199

أفق نيوز|

أكّـدت صحيفة “هآرتس” الصهيونية، أنهُ وفي ظل “غياب الدعم الأمريكي”، يبدو أن “(إسرائيل) تُركت وحدَها في الساحة لتدير حربها ضد المسيّرات والصواريخ اليمنية”، وباتت تبحث عن “طرق إبداعية لمواجهة الخطر اليمني” دون خسائر، ضمن استراتيجية “تعكير مزاج اليمنيين؛ وبالنتيجة انتفاضة ضد الحوثيين”، ودعم الأطراف الموالية للتحالف لقتالهم.

وأشَارَت الصحيفة في تقرير تحليلي مطوَّل نشرته، أمس الاثنين، للكاتب الصحفي “زفي بارئيل”، إلى أنه “في مارس الماضي، شنت الولايات المتحدة عدوانًا على اليمن، لكن لم يمضِ شهران على ما تقدم، حتّى تفاخر ترامب معلنًا وقف إطلاق النار بين واشنطن وصنعاء”.

وبإعلان ترامب -بحسب ما أوردته “هآرتس”- انضمَّت واشنطن فعليًّا إلى الدول التي توصلت إلى اتّفاقات شبيهة مع اليمنيين؛ ففي العام 2019م، سحبت الإمارات قواتها من اليمن، وتوقفت عن المشاركة في التحالف العربي ضدهم، وبعدها بثلاثة أعوام توصلت السعوديّة، التي كانت تقود هذا التحالف، إلى اتّفاق لوقف إطلاق نار لا يزال صامدًا حتى اليوم.

وأوضحت أن الكيان الإسرائيلي “بات فعليًّا الطرف الوحيد، هذه الأيّام، الذي يشن مباشرةً عدوانًا متواصلًا على اليمن؛ بوصفه جزءًا من المواجهة التي فتحها اليمن في إطار إسناد الفلسطينيين بغزة”؛ إذ “لم يمنع وقف إطلاق النار بين أمريكا واليمن، مواصلة الأخير مهاجمة أهداف داخل فلسطين” المحتلّة.

وأكّـدت أن “هذه ليست حربًا بين جيشَين يسعيان لحسم المعركة في نطاق جغرافي محدّد”، وقد تبدى ذلك، أمس، لدى “ضرب اليمنيين مطار “رامون” في إيلات، بواسطة طائرة مسيّرة؛ ما أسفر عن أضرار مادية وبشرية؛ “إنها حرب استنزاف”.

والمعضلةُ بالنسبة للكيان -كما تفسِّرُها الصحيفة- هي أن “الحوثيين ليسوا ذراعًا ولا وكيلًا لدولة ثالثة“؛ وبالتالي ليس بالإمْكَان ممارسة ضغوط عليهم كتلك التي تفرضها الولايات المتحدة في لبنان ضد حزب الله، أَو في العراق ضد “المليشيات الموالية لإيران”، ومع ذلك؛ فَــإنَّ المنظورَ الذي من خلاله “حدّدت تل أبيب وواشنطن شكلَ المواجهة مع الحوثيين، انطلق من أن الأخيرين هم جزء من حلقة النار”.

وترى “هآرتس” أن اليمنيين يقدِّمون معركتهم الحالية ضد الكيان الإسرائيلي؛ باعتبَارها “حربًا؛ مِن أجلِ إخوتهم في غزة”، مشترطين “كف هجماتهم بوقف حرب الإبادة”.

وقالت الصحيفة: إن “العدوان السعوديّ على اليمن -قبل اندلاع العدوان على غزة- وُصُـولًا إلى إطلاق ترامب عملية “الراكب الخشن” ضد اليمن، لم يفضيا إلى نتيجة، وعليه قرّرت (إسرائيل) الاعتماد على سلّة أدواتها المعهودة: تدمير البنى التحتية الحيوية، وُصُـولًا إلى الاغتيالات… لكن حتّى هذه الأخيرة، لم تردع الحوثيين”.

وعلى أَسَاس ما سبق، كشفت “هآرتس” عن نقاش يدور داخل أروقة الكيان “حول البحث عن طريقة تضع حدًّا للحوثيين”، موضحةً أن “الضربات الإسرائيلية الموجهة ضدهم مهمة، غير أنها ليست حاسمة”.

ونقلت عن المسؤول السابق في جهاز “الموساد” الصهيوني، “حاييم تومر” القول: إن “السبب هو أن الضربات استهدفت بالعموم بنى تحتية مدنية، في حين أنه من الصعب علينا، وكذلك على الولايات المتحدة، الوصول إلى الأهداف العسكرية؛ لأَنَّ الأخيرة محصنة وقد بنيت داخل المغاور والجبال”.

وأكّـد أن “تل أبيب تبذل جهودًا لجمع معلومات استخبارية؛ بهَدفِ تحسين قدرات الجيش للإضرار بأهداف عسكرية، غير أن مسعى كهذا يتطلب مسارًا طويلًا ويستغرق وقتًا”، لتحقيق ما سبق، ويشدّد تومر، على أن الجهود الاستخبارية “تتطلب عملًا ميدانيًّا عبر بناء منظومة شبكيّة من الجواسيس والعملاء لتوفير المعلومات“؛ وهو ما سيمكن سلاح الجو والقوات الخَاصَّة الأُخرى، سواء في البحر أَو البر، من الوصول إلى الأهداف العسكريّة المهمة وضربها”.

وأشَارَت الصحيفة إلى أن الأدوات الصهيونية التي كانت وراء “الاغتيالات التي استهدف فيها علماء نوويين وقادة عسكريين في إيران، قد أخرجت بالفعل هذه الأدَاة من صندوقها أخيرًا باستهدافها أعضاء الحكومة اليمنية في صنعاء”، لافتةً إلى أن استهداف قادة المستوى العسكري “سيستغرق وقتًا، لتطلبه بناء البنية التحتية الاستخبارية التي تتيح فعل ذلك”.

ولافتةً إلى تقارير سابقة كانت قد تناولت بعض الصعوبات في الجبهة اليمنية، والتي بيّنت أن “عامل الوقت لا يسعف؛ فالمواد البشرية والماديّة المطلوبة لإنشاء البنى الشبكية من العملاء في ساحة بعيدة كاليمن، والحاجة إلى أشخاص يتحدثون اللهجة اليمنية بطلاقة، ليتمكّنوا من الانغماس في صفوف اليمنيين والتكيّف مع بيئتهم لتمويه أنفسهم قبل تنفيذ المهام الأمنية المطلوبة منهم”، صعبة في الوقت الراهن.

لذلك -تؤكّـد الصحيفة- أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يحاول “مؤخّرًا التفكير في طرقٍ إبداعيةٍ أُخرى تستند بالأَسَاس على فكرة تأليب اليمنيين في مناطق نفوذ الحوثيين ضد بعضهم البعض“، موضحةً أن هذا المخطّط يجب أن “يتجاوز النماذج المعهودة التي استخدمها الغرب عُمُـومًا سواء بالأدوات الناعمة أَو الخشنة لاستغلال تطلعات بيئات معيّنة نشدت الحرية من الأنظمة المستبدة التي حكمت بلادها”.

وختمت صحيفة “هآرتس” العبرية، خلاصة تقريرها أن من بين “الطرق الإبداعية لتأليب البيئة اليمنية ضد الحوثيين يستحضر مجمع الاستخبارات الإسرائيلي، حقيقة أن اليمن هي واحدة من أفقر دول العالم، وأمن سكانها الغذائي ضعيف، وتعكير مزاج اليمنيين؛ وبالنتيجة انتفاضة ضد الحوثيين”، لافتةً إلى أن ذلك لن يتأتى إلا بعد “دعم الحكومة والقوى الموالية لواشنطن لتحل مكانهم“.

ومن الأهمية التنبيه بأن أطرافًا أبدت استعدادها علنًا للتحالف مع العدوّ الصهيوني، واشترطت التمويل فقط، ومنها مليشيا الانتقالي الجنوبي، والمليشيا (السلفية) المسماة العمالقة، وطارق صالح ليس بعيدًَا عن الانسياق وراء العدوّ والقتال تحت رايته؛ حتى أن عميل الموساد المعروف إعلاميًّا “ايدي كوهين” تنقل مؤخرًا بين “عدن والمخاء” ملتقيًّا بقيادات من جماعة طارق والانتقالي ووزير الدفاع في حكومة الخونة.

غير أنَّ ما يُعدُّ صدمة لليمنيين والمتابعين أن يستعد حزب (الإصلاح) الديني للتحالف مع العدوّ الصهيوني؛ فبعد اغتيال حكومة صنعاء صرّح رجل الدين الإصلاحي وخليفة الزنداني المدعو “محمد ناصر الحزمي” في منشورٍ له، وقالها صراحةً: “مستعدون للتحالف مع كل من يعادي الحوثي”.