هارباً من الردع اليمني .. العدو الإسرائيلي يخطط لمعركة عجز عن خوضها مباشرةً
أفق نيوز|
تقرير / طارق الحمامي
في خطوة تكشف حجم المأزق الاستراتيجي الذي يواجهه العدو الإسرائيلي بعد تصاعد وتيرة الضربات اليمنية المؤلمة على عمقه الاقتصادي والعسكري، كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية، عن قيام وفد إسرائيلي بزيارة ميدانية إلى مواقع عسكرية في محافظات عدن، أبين، والضالع جنوبي اليمن، ولقائه بقيادات من “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيًا.
ووفقًا للصحيفة، فإن وفد العدو الإسرائيلي الذي ينتمي بعض أفراده إلى جهاز الموساد ، التقى برئيس المجلس الانتقالي وقيادات عسكرية محلية، واطّلع على احتياجات هذه المليشيات لتوفير الدعم اللوجستي والقتالي في مواجهة القوات المسلحة اليمنية .
حرب بالوكالة
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن الزيارة جاءت في سياق محاولات العدو الإسرائيلي لتحويل الصراع إلى حرب بالوكالة، عبر استغلال مرتزقة التحالف السعودي-الإماراتي، بعد عجزه العسكري والاستخباري عن وقف الهجمات اليمنية التي طالت مطاراته وموانئه الحيوية، وسفنه في البحر الأحمر والبحر المتوسط، بل وتجاوزت قدراته الدفاعية رغم غطاء الحماية الأمريكية والأوروبية.
ويرى مراقبون أن “العدو الإسرائيلي” يحاول التغلغل في البيئة الهشة جنوب اليمن، حيث تنشط مليشيات انفصالية مدعومة من أبو ظبي، بهدف استخدامهم كأداة مواجهة ميدانية ضد قوات صنعاء، وذلك عبر تسليحهم، وتأهيلهم استخباراتيًا، وتوجيههم نحو المهام التي فشل العدو الإسرائيلي في تنفيذها مباشرة.
ارتباك استراتيجي يعكس فشل العدو الاستراتيجي
تأتي هذه الخطوة كجزء من ارتباك استراتيجي واضح لدى القيادة العسكرية الصهيونية، بعد الضربات المتكررة التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية، ضد أهداف استراتيجية للعدو الإسرائيلي، مما ألحق بالاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة تجاوزت المليارات، وأوقفت معها حركة مرور سفنها نهائياً.
وبحسب تقديرات عسكرية، فإن الهجمات اليمنية التي تنفذها القوات المسلحة والبحرية والطيران المسيّر اليمني، منذ نهاية عام 2023، شكّلت جبهة ضغط لم يسبق أن واجهها العدو الإسرائيلي، من هذه الجهة من العالم، ما دفعه إلى التحرك بشكل عاجل للبحث عن وكلاء محليين لامتصاص هذا التصعيد.
من التعاون الاستخباري إلى التورط العسكري
وتعد زيارة وفد العدو الإسرائيلي الأخيرة الأكثر انكشافًا من حيث طبيعتها وحجمها، مقارنة بزيارات سابقة كانت تتم بشكل سري أو تحت غطاء إعلامي، ووفقًا لمصادر في عدن، فقد قام الوفد بجولات ميدانية في قواعد عسكرية، وأشرف على تقييم جاهزية عدد من الوحدات التابعة للمجلس الانتقالي، في مؤشر واضح على الدخول في مرحلة التورط العسكري المباشر عبر وكلاء يمنيين.
كما يُرجّح أن تكون هذه الزيارة قد شملت تقديم دعم تقني واستخباراتي للمجلس الانتقالي، خاصة فيما يتعلق بجمع المعلومات عن مواقع القوات المسلحة اليمنية وخطوط إمدادها، في محاولة لإضعاف قدراتها على شن الهجمات البعيدة المدى.
أطماع قديمة وأدوات جديدة
يُذكّر هذا التحرك بتوجهات العدو الإسرائيلي القديمة في المنطقة، حيث يعتمد على بناء نفوذ استخباري-عسكري داخل بيئات متصدعة سياسيًا، ويستثمر حالة الانقسام والصراع الداخلي لتنفيذ أجنداته الاستعمارية بأقل تكلفة مباشرة.
ويرى محللون أن الجنوب اليمني، بما يعانيه من هشاشة أمنية وتبعية سياسية للتحالف السعودي-الإماراتي، قد يكون الأرضية “الأنسب” للعدو الإسرائيلي، لتمرير تدخلها، عبر الدفع بالمرتزقة المحليين إلى خط المواجهة، بدلاً من جنودها.
القوات المسلحة اليمنية تؤكد .. سيكون الرد ساحق
القوات المسلحة اليمنية أكدت أن أي تحركات عسكرية أو استخباراتية تخدم العدو الإسرائيلي داخل الأراضي اليمنية، سيتم التعامل معها كأهداف معادية ومشروعة للرد.
وسبق أن أكدت القوات المسلحة اليمنية أنها تمتلك بنك أهداف في عمق الكيان، وفي محيطه البحري، وهي مستعدة لتوسيع نطاق الرد ، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائه المحليين.
ساحة اليمن ليست للعبث
العدو الإسرائيلي، بعد أن عجز عن مواجهة الضربات اليمنية بشكل مباشر، قرر خوض حربه من خلال أدوات التحالف السعودي-الإماراتي، مستغلاً طموحات المجلس الانتقالي وأطماعه الانفصالية، لكن ذلك قد يدفعه إلى مستنقع أكبر، خصوصًا إذا ما تحوّل الجنوب اليمني إلى ساحة صراع مفتوحة مع محور المقاومة، وسيجد نفسه داخل مصيدة لن يستطيع الخروج منها أبداً ، وسيدفع كلفة باهضة لحرب لا يملك نفسه شجاعة خوضها مباشرةً ، وسيبقى اليمن شمالاً وجنوباً عصياً على التطويع مهما تعددت أدوات العدوان .