أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ويا صمت.. مَن يشتريك؟

35

أفق نيوز|

عبدالمنان السنبلي

الاستباحة الصـهيونية صناعة عربية، تقول رئيسةُ حكومة «العدوّ الصـهيوني» السابقة «جولدا مائير» في مذكّراتها عن حادثة إحراق اليهود للمسجد الأقصى عام 1969: “بكيتُ يومَها طويلًا ولم أنم الليل.. كنتُ أظنّ أن العربَ سيهجمون علينا من كُـلّ مكان.. لكني، وحين رأيتُ العربَ في صبيحة اليوم التالي لم يفعلوا شيئًا، عدتُ وضحكت…”!

العربدةُ الصـهيونيةُ ليست صناعةً أمريكية..

يخطئ من يظنّها كذلك..

ويخطئُ مرّتَين أَيْـضًا من يعتقد أنّها نابعةٌ عن تفوّق العدوّ الصـهيوني العسكري والاقتصادي..

أو عن نبوغه الفكري والعلمي والتكنولوجي..

«العربدةُ الصـهيونية»، في الحقيقة، هي صناعةٌ عربيةٌ خالصةٌ بامتيَاز ومِئة في المِئة..

وليست وليدةَ اللحظة طبعًا، بل تطوّرت وتشكلت شيئًا فشيئًا، وعبر مراحلَ وعقود طويلة من الأحداث والمواقف العربية المتهاونة والمتخاذلة، والتي بدورها أسهمت إسهامًا مباشرًا وكَبيرًا في تغذيتها وتذكيتها وتنميتها والوصول بها إلى الحالة التي نراها عليها اليوم من التغلغل والتوحّش والإجرام..

فاستحقّت بذلك أن تكون صناعةً عربيةً بامتيَاز..

تقول رئيسةُ حكومة «العدوّ الصـهيوني» السابقة «جولدا مائير» في مذكّراتها عن حادثة إحراق أحد المتطرّفين اليـهود للمسجد الأقصى في عام 1969:

“بكيتُ يومها طويلًا ولم أنم الليل..

كنتُ أظنّ أن العربَ سيهجمون علينا من كُـلّ مكان..

لكني، وحين رأيتُ العربَ في صبيحة اليوم التالي لم يفعلوا شيئًا، عدتُ وضحكت…”!انتهى.

هنالك، وفي تلك اللحظة الفارقة التي ضحكت فيها تلك العجوز الشمطاء «جولدا مائير»، شهد العالمُ والمنطقةُ الولادةَ الحقيقية لهذه العربدةِ والغطرسةِ الصـهيونية..

وهنالك أَيْـضًا أدرك الصـهاينة أنّ العرب لم يعودوا أُولئك العرب الذين كانوا لا ينامون عن ضَيمٍ أَو يقعدون عن نصرةِ مظلومٍ أَو نجدةِ ملهوف..

وأن لاءاتهم الثلاث (لا للاعتراف، لا للصلح، لا للمفاوضات) التي كانوا قد أعلنوها سابقًا في قمّة الخرطوم، لم تكن سوى مُجَـرّد كلامٍ فارغٍ، غير صالحٍ للاستهلاك..

وأنّ الوقت قد حان للتحوّل والانتقال من مرحلة التعامل الحذر مع العرب إلى مرحلة جديدة من العربدةِ والغطرسةِ الصـهيونيةِ الفتيّة، والتي سرعان ما نمت فروعُها، واشتدّ عودُها يومًا بعد يوم، وعلى وقع المزيد والمزيد من الصمت العربي المطبق والنوم الطويل، حتى أصبحنا نراها كما هي عليه اليوم – للأسف الشديد – تفعل ما تشاء، وتضرب من تشاء، وفي أي مكانٍ أَو زمانٍ تشاء..

ويا صمتَ من يشتريك..

فهل عرفتم الآن لماذا العربدةُ الصـهيونيةُ صناعةٌ عربية..؟