الدور الشعبي: القلب النابض لثورة 21 سبتمبر
أفق نيوز|
تقرير| ماجد محمد
لم تكن ثورة 21 سبتمبر 2014م مجرد تحرك سياسي أو انقلاب عسكري، بل كانت في جوهرها انتفاضة شعبية عارمة، تجسدت فيها إرادة الشعب اليمني في التغيير والتحرر، إن فهم الدور الشعبي هو مفتاح فهم أسباب نجاح الثورة وصمودها في وجه التحديات الجسيمة التي واجهتها. يستعرض هذا التقرير، كيف كان الشعب هو المحرك الأساسي للثورة، وحاملها، وحاميها.
الشعب كمحرك للثورة: من المعاناة إلى الاحتجاج
قبل عام 2014، كان الشعب اليمني يعيش حالة من الإحباط والغضب نتيجة تراكمات طويلة من الفساد، والتبعية للخارج، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وانعدام الأمن. شكلت هذه المعاناة المشتركة أرضية خصبة لرفض الواقع القائم.
الرفض الشعبي للجرعة: كان قرار حكومة “الوفاق” برفع الدعم عن المشتقات النفطية (الجرعة) بمثابة الشرارة التي أطلقت الغضب الشعبي، لم يكن الرفض مجرد اعتراض على قرار اقتصادي، بل كان تعبيراً عن رفض شامل لسياسات الإفقار والتجويع التي كانت تنتهجها السلطة، والتي كانت تُملى من الخارج.
الخروج المليوني: استجابت الجماهير بشكل منقطع النظير لدعوات التصعيد الثوري، لم تكن المسيرات والاعتصامات التي انطلقت في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات مجرد تجمعات فئوية، بل كانت حشوداً مليونية مثلت كل أطياف الشعب اليمني، معبرة عن وحدة الموقف والمطلب، هذا الزخم الشعبي الهائل هو ما أعطى الثورة قوتها وشرعيتها.
الشعب كحامل للثورة: احتضان المشروع الوطني
لم تكن الثورة مجرد ردة فعل عابرة، بل تبنت مشروعاً وطنياً واضح المعالم، احتضنه الشعب وأصبح جزءاً منه.
التفاف حول القيادة الثورية: وجدت الجماهير في قيادة الثورة، ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قيادة حكيمة وصادقة تعبر عن تطلعاتها وآمالها، هذا الالتفاف الشعبي حول القيادة منحها الثقة والغطاء اللازمين لاتخاذ القرارات الحاسمة والمضي قدماً في مسار الثورة.
الدعم اللوجستي والمعنوي: تجلى الدور الشعبي في أروع صوره من خلال الدعم اللامحدود للثوار المعتصمين على مداخل العاصمة، حيث تدفقت قوافل الدعم الغذائي والمادي من كل حدب وصوب، من مختلف القبائل والمدن والأرياف، هذا التكافل الاجتماعي أثبت أن الثورة هي ثورة الشعب كله، وأن كل يمني هو شريك فيها.
الشعب كحامٍ للثورة: الصمود في وجه العدوان
بعد انتصار الثورة في 21 سبتمبر، واجهت اليمن تحدياً وجودياً تمثل في العدوان الخارجي، وهنا، برز الدور الشعبي مرة أخرى كصخرة تحطمت عليها كل رهانات المعتدين.
رفد الجبهات بالمقاتلين: كان الشعب هو المصدر الذي لا ينضب للمقاتلين الذين انضموا إلى صفوف الجيش واللجان الشعبية للدفاع عن الوطن، إن بسالة المقاتل اليمني وصموده الأسطوري، المستمد من إيمانه بعدالة قضيته، كان العامل الحاسم في إفشال كل محاولات العدو لتحقيق نصر عسكري.
الصمود الداخلي: تحمل الشعب اليمني بصبر وثبات أعباء الحصار والعدوان، فعلى الرغم من القصف والتدمير والحصار الاقتصادي، ظل المجتمع متماسكاً، واستمرت الحياة بفضل روح التكافل والصمود التي ميزت اليمنيين. هذا الصمود الداخلي أفشل هدف العدوان الرئيسي وهو كسر إرادة الشعب.
تشكيل اللجان الشعبية: كانت اللجان الشعبية، التي تشكلت في معظمها من متطوعين من أبناء الشعب، نموذجاً فريداً في تحمل المسؤولية الأمنية والدفاعية، لقد قامت هذه اللجان بدور محوري في حفظ الأمن والاستقرار في المدن والقرى، ومساندة الجيش في جبهات القتال، مما أثبت قدرة الشعب على تنظيم نفسه وحماية مكتسباته.
خاتمة:
إن الدور الشعبي في ثورة 21 سبتمبر لم يكن دوراً ثانوياً أو هامشياً، بل كان هو الأساس والجوهر، لقد كان الشعب هو من فجّر الثورة، وهو من احتضنها وحمل مطالبها، وهو من حماها بدمائه وصبره وصموده، أن سر نجاح الثورة واستمرارها يكمن في هذا الالتحام العضوي بين القيادة الثورية وقاعدتها الشعبية الواسعة، وهو ما حوّل الثورة من مجرد حدث سياسي إلى ملحمة وطنية خالدة يسطرها الشعب اليمني بإرادته الحرة.
يمني برس