فوائد شرب الماء على معدة فارغة.. ما يقوله العلم وكيفية تجنّب الإفراط
أفق نيوز|
يُعدّ شرب الماء صباحاً على معدة فارغة من العادات البسيطة التي يمكن أن تُحدث فرقاً إيجابياً في صحة الجسم، إذ يُسهم في دعم العديد من العمليات الحيوية، مثل نقل العناصر الغذائية إلى الخلايا، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وتليين المفاصل. وتشير دراسات علمية حديثة إلى أن استبدال المشروب الصباحي المعتاد بكوب من الماء قد يُوفر مجموعة من الفوائد الصحية الملحوظة.
في هذا المقال نستعرض أبرز تلك الفوائد، وفقاً لما نشره موقع Medical News Today، إلى جانب الأدلة العلمية والمخاطر المحتملة من الإفراط في شرب الماء.
1. تعزيز الأداء العقلي والإدراكي
أظهرت دراسات متعددة أن الترطيب الجيد يمكن أن يؤثر إيجاباً في الأداء العقلي والذاكرة والانتباه. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الأشخاص الذين تناولوا الماء بانتظام طوال اليوم أظهروا تحسناً في أدائهم الإدراكي، فيما أكدت دراسة أخرى أن الجفاف يؤثر سلباً في الذاكرة قصيرة المدى والتركيز، لكن هذه القدرات تتحسن سريعاً بعد إعادة الترطيب.
لذلك، فإن شرب كوب من الماء صباحاً قد يساعد في تنشيط الدماغ وتحسين التركيز، خصوصاً بعد ساعات النوم الطويلة التي تقل فيها مستويات السوائل في الجسم.
2. تحسين المزاج وتقليل الشعور بالتعب
الجفاف لا يؤثر فقط على الجسم، بل يمتد تأثيره إلى المزاج والطاقة. إذ بينت دراسة عام 2019 أن الجفاف يُسبب تراجعاً في المزاج وزيادة الشعور بالتعب، بينما يؤدي الترطيب الجيد إلى تحسن المزاج واستعادة النشاط الذهني.
من هنا، فإن بدء اليوم بكوب من الماء يمكن أن يُسهم في تعزيز الإحساس بالحيوية والراحة النفسية منذ الصباح.
3. دعم فقدان الوزن
تُشير أبحاث إلى أن شرب الماء قبل الوجبات، خصوصاً في الصباح، قد يُساعد في التحكم بالشهية وزيادة الإحساس بالشبع، مما يُقلل من كمية السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2013 على مجموعة من النساء أن تناول 500 مل من الماء قبل الوجبات ثلاث مرات يومياً لمدة ثمانية أسابيع ساهم في تقليل الوزن، وهو ما يُعزى إلى عملية التوليد الحراري الناتجة عن تسخين الماء داخل الجسم.
كما أن استبدال الماء بالمشروبات السكرية كالقهوة المحلاة والعصائر يُعد خطوة فعالة نحو خفض الوزن وتحسين الصحة الأيضية.
4. ترطيب البشرة وتحسين مظهرها
ترتبط صحة البشرة ارتباطاً وثيقاً بمستوى الترطيب في الجسم. فقد وجدت دراسة عام 2024 أن زيادة استهلاك الماء تُحسّن من وظيفة حاجز الجلد وتحافظ على ترطيبه. كما أشارت مراجعة علمية عام 2018 إلى أن الترطيب الكافي يُعزز من نعومة البشرة ومظهرها الصحي.
لكن الخبراء يؤكدون أن الماء وحده لا يمنع علامات الشيخوخة أو أضرار أشعة الشمس، بل يجب أن يكون جزءاً من روتين صحي متكامل يشمل التغذية الجيدة والعناية الخارجية بالبشرة.
5. دعم وظائف الجسم الحيوية
يُسهم شرب الماء بانتظام في تحسين أداء الكلى والمساعدة على إزالة الفضلات والسموم من الجسم. كما أن الترطيب الجيد يدعم صحة المسالك البولية ويقلل من خطر التهاباتها المتكررة.
أما بالنسبة للجهاز القلبي الوعائي، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن نقص الماء يؤثر سلباً في ضغط الدم ووظائف الأوعية الدموية.
ويساعد الماء أيضاً في تليين المفاصل بفضل دوره في تكوين السائل الزلالي الذي يُسهّل حركتها ويخفف الألم.
6. المخاطر المحتملة للإفراط في شرب الماء
رغم فوائده العديدة، إلا أن الإفراط في شرب الماء قد يؤدي إلى حالة تُعرف بـ تسمم الماء، وهي نادرة لكنها خطيرة، إذ تسبب خللاً في توازن الأملاح في الجسم وقد تؤدي إلى الغثيان أو الارتباك.
كما أن الاكتفاء بشرب الماء في الصباح فقط دون كميات كافية خلال اليوم قد يسبب الجفاف، في حين أن الاعتماد على المياه المنكهة أو المحلاة قد يضيف سعرات حرارية غير مرغوبة.
نصائح للحفاظ على الترطيب الأمثل
ابدأ يومك بكوب من الماء الفاتر على معدة فارغة.
استمر في شرب الماء بشكل متوازن طوال اليوم وليس في وقت واحد.
أضف شرائح الفواكه أو الأعشاب الطبيعية إلى الماء لإضفاء نكهة دون سكر.
راقب لون البول: اللون الفاتح يدل على ترطيب جيد، بينما اللون الداكن يشير إلى نقص السوائل.
شرب الماء صباحاً عادة صحية تدعم التركيز والمزاج والوزن وصحة الجلد والأعضاء الحيوية. إلا أن الفائدة الحقيقية تأتي من الاستمرارية في الترطيب طوال اليوم، بما يضمن الحفاظ على توازن الجسم وأدائه الأمثل دون إفراط أو تقصير.